ليس من المبالغة القول إن الهدف الرئيسى من وراء الزيارة التى ينوى الرئيس الأمريكى باراك أوباما القيام بها لكل من إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية، هو الحؤول دون إقدام إسرائيل على شن هجوم عسكرى على إيران لكبح برنامجها النووى. فالرئيس الأمريكى يدرك أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن أن الربيع المقبل يعتبر حاسما بالنسبة إلى البرنامج النووى الإيرانى، ويخشى أن تتحول أقوال رئيس الحكومة إلى أفعال، وأن يصدر أوامره إلى سلاح الجو الإسرائيلى بشن هجوم على إيران.
● ويخطط أوباما لأن يقول لنتنياهو خلال اللقاء بينهما أنه يتوقع منه أن يتعاون مع الجهود الحثيثية التى تبذلها الولاياتالمتحدة والرامية إلى التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع إيران تحول دون امتلاكها أسلحة نووية. ومعروف أنه عشية زيارة أوباما لإسرائيل من المتوقع أن تنطلق فى كازاخستان محادثات بين إيران والدول العظمى فى هذا الشأن.
● وقد جاء أول تلميح إلى هذا الهدف الرئيسى لزيارة أوباما من خلال منح «وسام الامتياز» الأمريكى، الأسبوع الماضى، إلى رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلى الجنرال بنى غانتس. ومعروف أن هذا الأخير يعارض شن أى هجوم عسكرى إسرائيلى أحادى الجانب على إيران.
● على صعيد آخر، يبدو أن أوباما سيتناول مع نتنياهو الإنذار الذى صاغه وزراء خارجية كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، والذى يهدّد بفرض عقوبات على إسرائيل فى حال استمرارها فى سياستها الحالية فى المناطق «المحتلة»،
وامتناعها من دفع عملية السلام مع الفلسطينيين.
● ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية (الأحد) تقريرا يتعلق بهذه العقوبات، وقالت إن هناك نية لتقديمها إلى وزير الخارجية الأمريكية الجديد جون كيرى الذى سيرافق الرئيس أوباما فى زيارته القريبة. كما أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى فى الاتحاد الأوروبى أنه فى حال فرض هذه العقوبات على إسرائيل، فإنها ستكون شديدة الوطأة عليها، إذ إنها تشمل تغيير
الاتفاقات التجارية الموقعة بين الجانبين، وإلغاء عدد من الامتيازات الاقتصادية، ومقاطعة بضائع المستوطنات فى المناطق «المحتلة»، وإلغاء إعفاء الإسرائيليين من الحصول على تأشيرات دخول إلى دول الاتحاد الأوروبى.