لا يمنع الحذر من القدر. هكذا علمتنا الأديان السماوية الكريمة. هذه المقولة المأثورة تذكرتها بمجرد الإعلان عن خبر وفاة المغنى العالمى، وملك البوب كما يطلقون عليه مايكل جاكسون. فهذا الفنان الذى توفى فى الخمسين من عمره. ظل منذ أن عرف لغة الملايين وأصبح من المشاهير يحاول أن يفعل كل شىء من أجل أن يطيل عمره هكذا كان يعتقد. لذلك ظل لسنوات طويلة يجلس يوميا عددا من الساعات داخل أنبوبة من الأكسجين، معتقدا أن هذا الأمر سوف يجدد خلايا جسده، وبالتالى سوف يعيش عمرا أطول.. ثم دخل فى سكة أخرى، وهى تناول عقاقير طبية بشكل مبالغ فيه أملا فى ألا تصيبه الأمراض، ولكى يحافظ على نفسه من أى اضطراب طارئ فى أى عضو من أعضاء جسده سواء كان القلب أو الجهاز التنفسى أو منع الجلطات. وكلها أمور لا تمنع وقوع القدر. لأن الله سبحانه وتعالى كتب السيرة الذاتية لنا منذ لحظة الميلاد، وحتى سكرات الموت. لذلك مهما صنع الإنسان منها فهناك لحظة له لن يستطيع أن يهرب منها. والشىء الغريب أن السبب الأرجح لوفاة مايكل جاكسون كما قال الأطباء كتشخيص مبدئى أن تناول جاكسون للعقاقير الطبية بشكل مفرط هو أحد أسباب الأزمة القلبية التى أدت إلى الوفاة. وهذا يعنى أن أدوية الحذر هى التى أدت إلى تنفيذ المكتوب والقدر. مايكل جاكسون طوال حياته، وهو يتعامل مع جسده وكأنه من صنعه، غير ملامحه، ولون بشرته، كان غريبا فى تعامله مع نفسه. لكن هناك جوانب إنسانية أخرى كان شديد الجمال فيها. أبرزها حرصه على التعامل مع الأطفال رغم كل ما قيل عن ذلك من شائعات. فهو لم يهتز وظل حريصا على حبه للأطفال.. وفى حوار شهير له.. قال عشت طفولة صعبة لذلك أحاول أن أعوض أى طفل أراه عن قصور فى حياته. لذلك شيد ملاهى، وحديقة حيوان فى قصره. الشىء الثانى.. هو أن رغبته فى العودة للحفلات كان مبررها أنه يريد لأبنائه الثلاثة أن يروه، وهو يعتلى خشبة المسرح. الشىء الثالث.. كان جاكسون فنانا بالفطرة عرف طريق الشهرة، وهو فى الثالثة عشرة عن طريق النجمة السمراء دونا سمر.. أعتقد أن أسطورة جاكسون سوف تستمر لسنوات وربما تزداد شعبيته أكثر وأكثر بعد الرحيل.