كشفت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية، أن لقاء الرئيس محمد مرسي بوفد حزب النور، مساء أمس، بقصر الاتحادية، انصب في أغلبه على مناقشة مبادرة الحزب، التي تدعو لإقالة حكومة هشام قنديل، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من مختلف الأطياف السياسية، قبل المضي قدمًا في دراسة وثيقة تعديل الدستور، التي تعهد الرئيس بتقديمها لمجلس النواب. وأوضحت المصادر، أنه تمت دراسة قضية إقالة الحكومة على محورين، الأول هو مدى كفاية الوقت، المتبقي قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، لتشكيل حكومة ائتلافية قوية، والثاني هو المحاصصة المقترحة من الحزب عند تشكيل هذه الحكومة؛ حيث يتمسك حزب النور بأن يكون له عدد من الوزراء يوازى نسبة عدد أعضائه بمجلس الشورى الحالي أو مجلس الشعب المنحل على أقل تقدير.
وأضافت المصادر، أن قيادات الحزب جددت للرئيس انتقادها للأسلوب، الذي تم به اختيار الوزراء والمحافظين في الحركتين الأخيرتين، بعد أن اقتصرت على اختيار عناصر من الإخوان أو المؤسستين العسكرية والشرطية، وإهمال العنصر السلفي نهائيًا.
وأكدت المصادر، أن هناك خلافًا بين مؤسسة الرئاسة وحزب النور حول توقيت تشكيل حكومة جديدة، فيرى أغلب أعضاء المؤسسة أن الوقت ليس كافيًا لتشكيلها، وأن المشاورات مع الفرقاء السياسيين بشأنها ستستغرق وقتًا قد يقترب من الشهر، في ظل حقيقة أن الانتخابات ستكون في شهر مايو على الأرجح، وأوضحت المصادر أن الرئيس مرسى أقنع قيادات الحزب بأنه لن يتخذ قرار إقالة حكومة قنديل قبل عرض هذه المبادرة في جلسة الحوار الوطني التالية؛ حيث ستتم دراستها باستفاضة وعرض وجهات النظر المختلفة حولها، لاسيما أن اجتماع الحوار الوطني الأول لم يطرح خلاله موضوع تغيير الحكومة، باستثناء مقترح رئيس حزب غد الثورة، د.أيمن نور، والذى لم يجب الرئيس عليه بالقبول أو الرفض.
وشددت المصادر على أن وجهة النظر المستقرة داخل مؤسسة الرئاسة هي الرغبة في الإبقاء على حكومة قنديل، لكن إذا اتفقت القوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني على ضرورة إقالتها وطبيعة الحكومة البديلة، فإن الرئيس مرسي سينفذ ما ستتفق عليه الأغلبية، مع التأكيد على استمرار معارضة إقالة الحكومة كشرط مسبق من جبهة الإنقاذ أو أية قوة سياسية أخرى، للدخول في الحوار، وكشفت المصادر أيضًا عن أن هناك عدة اقتراحات أخرى متداولة على مائدة الرئيس في سياق تغيير الحكومة أو تعديلها، أبرزها تعيين نواب يمثلون قوى سياسية لرئيس الوزراء، أو إجراء تعديل وزاري واسع وتعيين وزراء سياسيين.
وعن سبب مقابلة الرئيس لوفد حزب النور، في هذا التوقيت تحديدًا، ذكرت المصادر أن أعضاء النور عبروا عقب جلسة الحوار الوطني الماضية لوسطاء سياسيين وأعضاء في مؤسسة الرئاسة عن سخطهم من الطريقة، التي يتعامل بها حزب الحرية والعدالة معهم، وأن لديهم الكثير من التحفظات على طريقة إدارة الدولة ومحاولة «أخونتها».