• إن أى مطّلع على خبايا السياسة الأمريكية يدرك أن رئيس الدولة الأعظم فى العالم لا يقوم بزيارة رسمية لدولة أجنبية إلاّ عندما يكون متأكدا من أن النتائج التى ستسفر عنها هذه الزيارة تخدم مصالحه. وبناء على ذلك، يمكن القول إن الرئيس باراك أوباما قرر أن يقوم بزيارة رسمية لإسرائيل بعد أن فهم من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن هناك فرصة كبيرة لدفع حل الدولتين خطوات كبيرة إلى الأمام. • ومع أن أوباما ومستشاريه لا يثقون بنتنياهو، ولا يخفون شكوكهم إزاء سياسته، إلاّ أنه يبدو أن نتائج الانتخابات العامة التى جرت فى إسرائيل (فى22 يناير 2013 ) تركت لديهم انطباعا قويا فحواه أن نتنياهو أصبح أضعف، ولذا فإنه مضطر إلى أن يفعل ما يُطلب منه.
• فى الوقت نفسه، لابد من ملاحظة أن توقيت إعلان الزيارة لم يكن من قبيل المصادفة، إذ إنه ينطوى على رسالة أمريكية موجهة إلى معسكر الوسط فى إسرائيل، وخصوصا إلى كل من يائير لبيد (رئيس «يش عتيد) وتسيبى ليفنى (رئيسة «هتنوعا) فحواها ضرورة الانضمام إلى الحكومة الجديدة التى يعكف نتنياهو هذه الأيام على تأليفها، كى يدعم هذا المعسكر الجهود التى ينوى الرئيس الأمريكى بذلها لتسوية النزاع الإسرائيلى الفلسطينى.