لتحقيق ستة أهداف، على رأسها إسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، اندمجت 11 كتيبة وجماعة وحركة سورية مقاتلة في «الجبهة الإسلامية السورية الموحدة»، غير أن «جبهة النصرة»، التي تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية، رفضت الانضمام إليهما، وإن وافقت على التنسيق الميداني معهما، وإنشاء محكمة شرعية مشتركة باسم «محكمة الهيئة الشرعية في مدينة حلب». وينص ميثاق الجبهة، بحسب بيان لها، على أن «الإسلام هو دين الدولة والمصدر الرئيسي والوحيد للتشريع، وبالتالي فإن الجبهة ستعمل بالأساليب الشرعية كافة، على ألا يكون في البلاد أي قانون يخالف الثوابت المعتمدة في الشريعة الإسلامية».
وتؤكد أن منهجها هو «الوسطية والاعتدال بعيدًا عن الغلو في الدين، وما ينتج عنه من انحراف على مستوى العقيدة والسلوك، وبعيدًا عن التفريط، وما ينتج عنه من إضعاف لدور الدين في ضبط الحياة العامة»، وترفض تقسيم سوريا على أساس عرقي أو طائفي، وتتنمسك ب«التعايش بين أبناء الوطن الواحد ».
وعبر المجالات العسكرية، السياسية، الإعلامية، العلمية، الدعوية، التربوية والإغاثية، تسعى الجبهة، التي تتبنى مبدأ الشورى، لتحقيق ستة أهداف، هى «إسقاط النظام، وبسط الأمن، والعمل على تمكين الدين فى الفرد والمجتمع والدولة، والمحافظة على الهوية الإسلامية فى مجتمع حضاري، وبناء الشخصية الإسلامية المتكاملة، وإعادة بناء سوريا على أسس سليمة من العدل والاستقلال والتكافل والمشاركة الفاعلة بالتنمية المجتمعية، وإعداد القيادات العلمية في شتى المجالات« .
وبينما تخطط المعارضة لمرحلة ما بعد الأسد، تواصل روسيا دعمها للنظام السوري، إذ دشنت بحريتها أمس الأول أضخم مناورات عسكرية لها، خلال عقود في مياه البحر الأسود والمتوسط، والتي يجري بعض تدريباتها قرب المياه الإقليمية السورية، حيث صعد مقاتلو المعارضة من هجماتهم ضد المنشآت العسكرية النظامية.
وتحاكي بعض هذه التدريبات عمليات إنزال برى ومهام، لحماية ومرافقة قوافل، خلال المناورات التي تشارك فيها أربع سفن إنزال ضخمة، بحسب وكالة أنباء نوفوستي الروسية الرسمية. وبحسب المعارض السوري، علاء حمود، في اتصال مع «الشروق»: «فإن هذه المناورات تمثل تدخلا عسكريًا روسيًّا سافرًا في الشؤون السورية، لكننا صامدون رغم كل الصعاب».
إلى ذلك ذهبت صحيفة «النهار» اللبنانية أمس إلى أن التورط الفرنسى، مدعوم من الغرب، فى مالى لمواجهة المسلحين الإسلاميين، وأزمة الرهائن فى الجزائر، يجعل من التدخل العسكرى الغربى فى سوريا شبه مستحيل، إذ يتصدى الأسد لمعارضيه تحت عنوان «مواجهة الإسلاميين الإرهابيين» وهو ما يعنى أن الغرب، إن قرر التدخل، سيكون مزدوج المعايير.