أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الولاياتالمتحدةالأمريكية، ترى في مسلحي مالي تهديدا غامضا، وأنه مع إقامة المسلحين الإسلاميين قاعدة لهم في صحراء شمال مالي خلال العام الماضي، فإن المسئولين في واشنطن وباريس والعواصم الإفريقية الذين يكافحون بخطط عسكرية من أجل طرد الإسلاميين خارج البلاد اتفقوا على مبدأ واحد هو أن قوات أفريقية، لا جنود أوربيين ولا أمريكيين، هم من سيقاتلون في المعارك في مالي. وأضافت الصحيفة -على موقعها الإلكتروني- أن المفاجأة الفرنسية بالهجوم من أجل الحد من تأثير تقدم الإسلاميين قلب تلك الخطط وفجر سلسلة متتالية من الأحداث، والتي بلغت ذروتها في هجوم للمسلحين على حقل للغاز يشغله الأجانب أمس الأربعاء في الجزائر؛ الأمر الذي يهدد بتوسيع نطاق العنف في تلك المنطقة الفقيرة ويجر الحكومات الأفريقية للغوص بشكل أعمق في مكافحة بداية التمرد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن فإن تدافع الأحداث قد غطى على حقيقة أن المسئولين في واشنطن لديهم انطباعات بأن الجماعات المسلحة قد أنشأت ملاذا آمنا لها في مالي، وأنهم منقسمون حول ما إذا كانت بعض هذه الجماعات تمثل تهديدا للولايات المتحدة أم لا.
وتابعت الصحيفة: "وعلاوة على ذلك، فإن وضع الرهائن بالجزائر قد زاد فقط من المخاوف من أن التدخل العسكري الغربي قد يحول الجماعات المسلحة التي كانت يوما ما لديها فقط تركيزا إقليميا إلى التطلع إلى الأعداء في الولاياتالمتحدة - أو بعبارة أخرى، يمكن أن يكون لهم رد فعل أسوأ من التهديد الأصلي".
ولفتت الصحيفة إلى أنه وبشكل أكثر اتساعا من أجل هذه الأسباب، فإن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تبنت استراتيجية خلال العام الماضي بإحتواء المسلحين في مالي حتى تكون القوات الإفريقية قادرة على مواجهتهم، بدلا من مواجهتهم بشكل مباشر بحملة عسكرية أمريكية من غارات الطائرات بدون طيار أو هجمات القوات الخاصة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية لقيادة أفريقيا روبرت فيرمان قوله :إن بلاده بدأت بالفعل في دعم العملية العسكرية التي تقوم بها القوات الفرنسية في مالي وتزويدها بالمعلومات وتنظر حاليا في خيارات أخرى، مشيرا إلى أنه تتم دراسة جميع الخيارات وتوقع أن يتم اتخاذ قرارات بشأنها قريبا.