تقدم طلاب بقسم «اللغة العبرية وآدابها» بكلية آداب جامعة عين شمس بعدد من الشكاوي الرسمية ضد عدد من الدكاترة بالقسم، يتهمونهم بالفساد والابتزاز، وأكد عميد الكلية الدكتور عبد الرازق بركات، أن الكلية تنظر في الشكاوى وتم رفعها للمستشار القانوني للكلية. وقالت الأستاذة الدكتورة ليلي ابراهيم أبو المجد رئيس قسم «اللغة العبرية وآدابها» جامعة عين شمس: "إن الشكوي الرسمية جاءتها ورفعتها إلى عميد الكلية داعية إلى وقف الدروس الخصوصية باعتبارها الباب الذى يدخل منه الفساد، وتابعت: "قسم اللغة العبرية يظهر فيه أى تجاوز نظراً لقلة عدد الطلاب، وهو ما جعل عددا من منهم يتقدمون بشكاوي ضد دكاترة عدة مواد وهي مادة تاريخ بني إسرائيل وجغرافيا فلسطين والتي يقوم بتدريسها الدكتور ه. ع، ومادة نحو مقارن وفقة لغات سامية والتي يقوم بتدريسها الدكتور س. س، وبالتحقيق المبدئي في الشكاوي تأكدنا من تسريب الامتحانات عن طريق الدروس الخصوصية التي يقدمها هؤلاء للطلبة في منازلهم بمبالغ باهظة وبصورة إجبارية."
وأضافت:"اجتمعت بدكاترة القسم عقب شكوي الطلبة وجعلتهم يوقعون علي أوراق رسمية تنذرهم بعدم إعطاء دروس خصوصية ومنعها منعاً تاما ومن يخالف هذا القرار يوقع عليه الجزاء، ولكن وبسبب عدم توقف المدرسين عن أفعالهم تقدمنا بالشكوي لعميد الكلية ووكيل الكلية لشئون الطلبة وأبديا تعاون برفعهما الأمر للتحقيق من قبل الجامعة والبت في شكاوي الطلبة."
تجمع عدد من الطلبة بمكتب رئيسة القسم قبل الامتحان بساعات قليلة وأكدوا ل«الشروق» في روايات متعددة وموثقة بالفيديو، تعرضهم للابتزاز من أجل النجاح في المواد سالفة الذكر، بالإضافة إلي شكواهم من إهمال متعمد داخل القسم وعدم الحصول علي القدر الوافي من التعليم الجيد.
وقالت الطالبة "ي. ع. ا" الفرقة الثالثة: "منذ السنة الأولي والمواد مبهمة، ولكن فوجئنا أن النجاح مرهون بالدروس الخصوصية لدى أساتذة هذه المواد فلم تكن هناك محاضرات ولا شرح للمواد، خاصة التي تم ذكرها في محتوي الشكوي سالفة الذكر، وعندما علمت بأمر الدروس لم أوافق في البداية ولكن اضطررت عقب رسوبي في السنة الأولي للحصول علي هذه الدروس ولكن قررت الآن التحرر من هذا الابتزاز."
تابعت الطالبة: "للدورس أسعار تبدأ ب 1000 جنيه ولكل سنة ثمن ولكل مادة ثمن مختلف أيضا، ومؤخراً عندما علمت بشراء الامتحان قمت بتجربة الأمر وبالفعل حصلت عليه وهو ما جعلني اتقدم بشكوي لأن تسريب الامتحانات ليس الفساد الوحيد، وإنما أسعار الكتب التي لا نستفيد منها بشئ لأن المنهج والامتحان لا علاقة لهم بالكتب، ونذكر واقعة شهيرة للدكتور ه. ع أنه دخل في إحدي المحاضرات، وقال لنا إن العدد هذا العام قليل، وهو قام بطبع عدد كبير من الكتب ولذلك سيكون سعر الكتاب أغلي لتعويض خسارته."
يلتقط الطالب "م. م. ج" طرف الحديث من زميلته ويتابع :"النجاح في الامتحان يكون عن طريق كتابة رموز وإشارات محددة يكتبها الطالب ضمن اجابته ويتعرف عليها الدكتور أثناء التصحيح وأشهرها جملة "يوسيفوس يحب البطاطس"، ويوسيفوس هو مؤرخ يهودي شهير وبالرغم من سخرية الجملة إلا أنها مفتاح النجاح."
تؤكد الطالبة "ه. ع. ا" أن الفساد ليس فقط تسريب الامتحانات ولكن في كيفية إعطاء الدروس والحصول علي المقابل، وتقول "يتم التفاوض علي السعر ونحن لا نذهب للدكتور وإنما يأتي هو للمنزل ولا يكتفي بالمقابل المالي وإنما يطلب خدمات من الأهالي ويضغط عليهم لتنفيذها مثل شراء موبايلات وغيرها ولكن الأسوأ هو الابتزاز الجنسي احيانا حيث يتحرش هؤلاء بالطالبات".
ومن جانبه قال العميد: "استمعنا لشكوي شفهيه من رئيسة القسم واستلمنا أيضاً شكوي رسمية وتعاملنا معها بجدية وتم رفعها للمستشار القانوني للكلية وهو إجراء طبيعي ويتم النظر والبت فيها خلال شهر أو اثنين بالكثير للتحقيق الكامل"، وعن سير التحقيقات قال :"لا يمكن البوح بهذا خاصة وأنه لم يتم التوصل لشئ حتى الآن ولا يجوز الحديث عن تحقيقات جارية".
يأتي هذا فيما أكد الدكتور "س. س" استاذ مادة "النحو المقارن" و"فقة اللغات السامية" التى توجه له اتهامات من الطلاب، أنه لا يعرف أي شئ عن هذه الشكاوي ولم يخطره أي شخص أو مسئول بالكلية أو الجامعة عن هذا التحقيق، وقال: "هذا كلام مغرض ولا صحة له علي الاطلاق ولا دليل عليه خاصة وأنه لم يجري بيني وبين رئيسة القسم أي حوار حول هذه الوقائع وما تتحدث عنه من أوراق قمنا بالتوقيع عليها هي صحيحة بالفعل ولكن هذه أوراق روتينية نقوم بتوقيعها مع بداية كل عام دراسي كتأكيد على سياسة العمل التعليمي ولا علاقة له بما ذكرته عن تحذير أو تحقيق."