سادت حالة من الهدوء الحذر في محيط قصر الاتحادية الرئاسي، بمصر الجديدة، اليوم الأحد، بعد الاعتداء الذي وقع من قبل مجهولين على المعتصمين من معارضي الرئيس محمد مرسي، وأسفر عن إصابة 16 من المعتصمين ورجال الشرطة، وحرق 4 خيام، من بينها المستشفي الميداني.
وروى عدد من معتصمي الاتحادية ل"الشروق" شهاداتهم حول الأحداث، وقال أحد الشهود ويدعى محمد إن المعتصمين شاهدوا شخصا، ظهر أمس، يصور الخيام فضبطوه وبتفتيشه وجدوا معه صورة منشورة له بإحدى الصحف، أثناء مشاركته في أحداث الاتحادية السابقة، وسلموه إلى الشرطة التي أطلقت سراحه بعد دقائق، وفي حدود التاسعة مساء توقفت سيارتا ميكروباص، نزل منها قرابة 30 ملثما، مدججين بأسلحة خرطوش وبيضاء وعدد من زجاجات المولتوف، وبدأ الاعتداء بإطلاق طلقات الخرطوش تجاه المعتصمين ثم إلقاء زجاجات المولوتوف، على خيمة المستشفى الميداني وثلاث خيام بجوارها".
فيما قال شاهد آخر، يدعى مصطفي، إن "قوات الأمن الموجودة حول مقر الاعتصام لم تتدخل إلا بعد إصابة ضابط وأفراد من الشرطة، وأطلقت عددا من قنابل الغاز المسيل للدموع، ففر المعتدون".
وأضاف أن "أفراد الأمن بنادي هليوبوليس أطفأوا النيران التي اشتعلت في الخيام، كما قدموا إسعافات أولية للمصابين، في حين لم تحضر سيارات الإطفاء إلا بعد انتهاء الحريق"، مشيرا إلى أن "الشرطة تفاوضت معهم في أكثر من مناسبة لفض الاعتصام".
من جهته، قال محمد كامل، الطبيب بالمستشفي الميداني، إن عدد الإصابات بلغ 16 حالة بينهم 9 معتصمين و7 من الشرطة، وتنوعت والإصابات بين كسور وجروح قطعية بسبب الضرب بآلة حادة وطلقات خرطوش في أماكن متفرقة بالجسم، مبينا أن المصابين خرجوا من المستشفى، باستثناء ضابط برتبة ملازم أول أصيب بطلق خرطوش من مسافة قريبة أدى لتفتت بقرنية العين اليسرى.
وأكد أحد المسعفين بهيئة الإسعاف ل"الشروق" أن "الحالات نقلت إلي مستشفيات هليوبوليس ومنشية البكري وكليوبترا ب15 سيارة إسعاف" في حين تمركزت 6 سيارات إسعاف بالقرب من مقر الاعتصام.
وحرر عدد من المصابين، بلاغات تُحمل الرئيس محمد مرسي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، واللواء أحمد هندي قائد قوات الشرطة المسئولة عن تأمين القصر، وعدد من المحسوبين على تيار الاسلام السياسي، مسئولية الاعتداء الذي وقع عليهم.
وتوافد العشرات من المتظاهرين وسكان المناطق القريبة إلى محيط القصر فور تواتر أنباء الاعتداء على المعتصمين، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط النظام، وأخرى مناوئة لجماعة الإخوان المسلمين، من بينها "اللي يخون الثوار بينا وبينه دم وتار" و"ولا أحزاب ولا إخوان الثورة ثورة شباب".
وانتظمت حركة المرور في شارع الميرغني بعد أن حاول بعض المعتصمين الغاضبين قطع الطريق.