أوضح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والأنبا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المركسية، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، رؤيتهم لمستقبل الوطن، وقال جميعهم إنهم يُراهنون على طبيعة الشعب المصري الطيبة والسلمية، وبالإضافة إلى إيمانهم العميق بسماحة الشعب المصري التي لم يُعرَفها أيِّ بلد من قبل. جاء ذلك خلال زيارة الوفد الذي ترأسه شيخ الأزهر أمس الأربعاء، لتهنئة الأنبا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المركسية والإخوة الأقباط بمناسبة احتفالاتهم بأعياد الميلاد المجيد.
وذكر فضيلة الإمام الأكبر أنَّ مصر لم تعرف قط حربًا أهلية ولا حربًا دينيَّة ولا مذهبيَّة ولا عرقيَّة، وأنها كما يطمئننا القرآن الكريم كنانة الله في أرضه، ومَن أرادها بسوء قصمه الله.
وجرت خلال اللقاء أحاديث وديَّة تدور كلها حول الوطن والمحبة والرحمة كقيمتين من أعلى القيم المسيحية والإسلامية، وهما جناحان يمكن أنْ تحلق بهما مصر في جوٍّ من الأمان والطمأنينة والتقدُّم والأخوة، تلك القيم التي عاشت بها مصر منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان.
وأكد شيخ الأزهر على أنَّ بيت العائلة المصرية بلجانه المتعددة وأنشطتها مستمر في لقاءاته واجتماعاته على طريق استعادة القيم المصرية العُليا التي زرعها الإيمان وحرص المسيحيين والمسلمين معا على تقديم نموذج فريد للتعايش.
وذكر الطيب أنَّ الأزهر يعد لإنشاء قناته لتكون منبرا للفكر الوسطي المعتدل والمتسامح لنظل أمة وسطا كما يقول القرآن الكريم.
ومن جانبه، أكد الأنبا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المركسية على هذه المعاني وعلى أهمية قناة الأزهر وعلى ثقته وثقة الكنيسة في هذه الأخوة وروح التعاون التي ستمضي قدما إلى الأمام.
كما أكَّد فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة على القيم ذاتها وعلى هذه المعاني العالية وعلى ضرورة تبادل اللقاءات والتهنئة والتحية بين الإخوة في الوطن، وهذا من صميم روح الإسلام.