قالت الولاياتالمتحدة يوم الخميس إنها ستوقف العمل في سفارتها في جمهورية افريقيا الوسطى حيث يبدو أن المتمردين يستعدون للزحف نحو عاصمة هذه الدولة الفقيرة وان كانت غنية بالثروات الطبيعية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باتريك فنتريل ان سفارة الولاياتالمتحدة ستوقف بصورة مؤقتة عملياتها وان السفير الأمريكي وموظفي السفارة الآخرين غادروا البلاد.
وقال فنتريل في بيان ان "سفارة الولاياتالمتحدة في بانغي علقت موقتا عملها اعتبارا من 28 ديسمبر/كانون الاول بسبب الوضع الامني في جمهورية افريقيا الوسطى و قد غادر السفير ووليرز وافراد طاقمه الدبلوماسي بانغي اليوم مع رعايا اميركيين آخرين".
من ناحيته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون تود بريسيل ان "القيادة الاميركية في افريقيا دعمت عملية اخلاء سفارة الولاياتالمتحدة في بانغي عبر تأمين نقل رعايا اميركيين واجانب الى اماكن آمنة في المنطقة".
الجيش يستعرض قواته في بانغي عام 2004 واشار مسؤول اميركي آخر الى ان طائرة عسكرية اقلعت من بانغي قرابة منتصف ليلة الجمعة بتوقيت غرينيتش. واوضح فنتريل ان قرار اغلاق السفارة واجلاء الدبلوماسيين "يعود حصرا الى المخاوف على سلامة طاقمنا وليس له اي شأن بعلاقاتنا الديبلوماسية العريقة والمستمرة مع جمهورية افريقيا الوسطى".
يذكر ان الاممالمتحدة كانت قد امرت جميع موظفيها غير الاساسيين وعائلاتهم بمغادرة البلاد يوم الخميس.
وقال مراسل بي بي سي في بانغي ان المواطنين يقومون بتخزين المواد الغذائية خوفا من قيام المتمردين المعروفين باسم "اتحاد سيليكا" بشن هجوم على العاصمة خلال الايام القليلة المقبلة.
وكان فرانسوا بوزيزي رئيس افريقيا الوسطى قد ناشد كلا من فرنساوالولاياتالمتحدة بالتدخل لوقف زحف المتمردين نحو العاصمة وذلك بعدما استولوا على مدينة بامباري الشمالية ثالثة اكبر مدن البلاد الاحد الماضي كما استولوا قبل ذلك على منطقة بريا الغنية بمناجم الماس.
وقامت حشود من المواطنين بمهاجمة مبنى السفارة الفرنسية في بانغي متهمين الحكومة الفرنسية بالتخلي عنهم حيث تحتفظ فرنسا بنحو 200 جندي فرنسي في عاصمة افريقيا الوسطى وقامت بتشديد اجراءاتها الامنية حول سفارتها بعد الحادث.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "اذا كان لدينا تواجد عسكري في اي دولة اخرى فهو لحفظ امن رعايانا ومصالحنا وليس لحماية نظام حاكم ولن نقوم بالتدخل في صراع محلي داخل اي دولة لصالح طرف دون الاخر ...هذه الايام قد ولت". وضع هش
واستولى المتمردون في الاسابيع الماضية على عدة بلدات الامر الذي يظهر هشاشة الوضع في البلاد التي تمتلك احتياطيات كبيرة من اليورانيوم والذهب والماس والتي لم تعرف الاستقرار تقريبا منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.
وتكون "تحالف سيليكا" قبل عدة اشهر من اعضاء سابقين في فصائل مسلحة القت سلاحها وخضعت لاتفاق سلام مع الحكومة عام 2007 لكنهم عادوا الى استخدام السلاح مرة اخرى بعدما اتهموا الرئيس بوزيزي بالتنكر للاتفاق الذي تضمن شروطا لدفع اموال للمسلحين الذين القوا السلاح حينها.
فرانسوا بوزيزي رئيس جمهورية افريقيا الوسطى
وقال مصدر عسكري إن المتمردين وصلوا إلى بلدة دامارا التي تبعد 75 كيلومترا عن بانغي بعدما تفادوا المرور ببلدة سيبوت حيث نشر 150 جنديا تشاديا في وقت سابق لوقف تقدمهم جنوبا.
وقال مسؤول حكومي طلب عدم نشر اسمه لوكالة رويترز "صحيح... إنهم على مشارف العاصمة بانغي".
وقال الكولونيل دجوما ماركويو المتحدث باسم تحالف سيليكا المتمرد الذي يقول إنه يقاتل لفرض اتفاق سلام عام 2007 إن "المقاتلين لن يدخلوا العاصمة حاليا".
وأضاف "ندعو الجيش لالقاء السلاح لأن (الرئيس فرانسوا) بوزيزي فقد الشرعية تماما ولا يسيطر على البلد."
وكان المتمردون قد تعهدوا سابقا باجبار بوزيزي على تنفيذ بنود اتفاق 2007 او الاطاحة به من منصبه.