اتفقت قيادات جبهة الإنقاذ، أن نتائج الاستفتاء تؤكد انقسام البلاد على مشروع الدستور، الذي سيتسبب في دخولها لنفق مظلم، واختلفت حول إمكانية التحاور مع النظام الحالي، المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين. ورفض وحيد عبد المجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن حديثهم عن الحوار غير جدي، ويهدف دائما للالتفاف على القضايا الأساسية، من خلال وضعهم جدول أعمال ونتائج مسبقة لأية حوارات، وقال: "الجماعة تستخدم الحوار دائما لفرض موقفها والانتكاس على الحركة الوطنية ".
وتعقيبا علي النتائج الأولية للاستفتاء على مشروع الدستور اعتبر عبد المجيد، أن الشعب المصري وحده هو الخاسر الوحيد في هذه المرحلة، وما تشهده البلاد من انقسام وتجريف سيدخلها إلي نفق مظلم، مؤكدا أن نتائج الدستور ستظهر بصورة سريعة في قرارات وقوانين اقتصادية واجتماعية شديدة القسوة على معظم فئات المجتمع.
وقال عبد المجيد، "إن الشعب الذي خرج بالملايين ليعبر عن رفضه للإعلان الدستوري، أصبح مستعصيا عليه أن يقبل هذه الأوضاع، ومن يفكر انه يستطيع إعادة إنتاج نظام مبارك بأشخاص جدد فهو واهم".
واضاف عبد المجيد أن الجبهة ستقف مع ارادة الشعب في الفترة المقبلة وستنسق أحزابها فيما بينها لتحديد اليات العمل.
من جانبه قال عبد الغفار شكر، مؤسس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وعضو جبهة الانقاذ، إنه لا يمانع في الحوار مع الإخوان مشترطا تحقق 3 عوامل في أي حوار، الأول تحديد الاجندة والقضايا الأساسية في الحوار، والثاني أن يكون الحوار علني ويذاع على الهواء مباشرة في التليفزيون ليعرف المواطنين ما يقوله كل طرف بشفافية، أما الشرط الثالث فأوضح عبد الغفار أنه التزام السلطة بتنفيذ ما اتفق عليه في الحوار.
وأكد شكر استعداد أحزاب الجبهة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ككتلة واحدة، والعمل في الشارع مع المواطنين على قضاياهم اليومية، مثل "الصحة والبطالة والأسعار، وبناء الأحزاب داخليا وتقويتها"، مقترحا اندماج الأحزاب الصغيرة ذات التوجهات الواحدة.
وشدد مؤسس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، على ضرورة مواصلة الطعن على نتيجة الاستفتاء، مشيرا إلى أن أسلوب التصويت الذي وضع أسماء 6000 ناخب في لجنة واحدة، حرم الالاف من التصويت.
الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، اعتبر أن المستقبل في مصر مظلم"، لأن النظام الحالي مستعد لاستخدام جميع الطرق غير السلمية للحصول على أغلبية في أي انتخابات، وهذا مؤشر خطير يفتح الباب لاستخدام الميليشات".
وقال أبو الغار إن القوى المدنية اثبتت وجودها على الأرض، ولهذا لجأ الإخوان المسلمون لاستخدام التزوير وطرق غير قانونية للتأثير بشكل أكبر على النتيجة، مشيرا الى زيادة الانتهاكات والخروقات في المرحلة الثانية لتحسين نتيجة الموافقة على الدستور.
وبشأن إمكانية الحوار مع النظام، أكد أبو الغار أن الحوار قرار للجبهة، ولابد أن نعرف أولا من الذي سنتحاور معه، مضيفا "جلسنا وتحاورنا من قبل مع الرئيس محمد مرسي لكن الحوار معه كان غير مجدٍ ولم ينفذ ما اتفقنا عليه".
محود العلايلي، القيادي بحزب المصريين الأحرار، قال إن "الكل خاسر في معركة الاستفتاء.. التيار الإسلامي خسر، والقوى المدنية خسرت"، موضحا أن الاستفتاء الذي لم يمر بالتوافق يؤدي لخسارة الجميع.
وقال: "إن تطبيق نظام الأغلبية المطلقة في وضع الدستور الذي ينظم علاقات السلطة والفرد والمجتمع غير جائز، ولابد أن يأتي بالتوافق."