انتقدت الإعلامية جميلة إسماعيل، بعض مواد الدستور الجديد، ومنها وضع حد أقصى لامتلاك الأراضي الزراعية والصحراوية، وإغفال حق المواطنين في العلاج على نفقة الدولة، مشيرة إلى أن الصعيد همش على مدى سنوات طويلة وأن القوى السياسية أخطأت في حقه بانشغالها بالمحافظات القريبة من العاصمة، داعية الرئيس محمد مرسي إلى التخلي عن سياسته الحالية وإعلاء مصلحة الوطن.
وأكدت إسماعيل، خلال المؤتمر الجماهيري الذي عقدته جبهة الإنقاذ الوطني مساء الخميس، بمجمع الإصلاح الزراعي "ريفورم" بمدينة نجع حمادي في محافظة قنا جنوبي مصر، بعنوان "لماذا نرفض الدستور"، في حضور الإعلامية هالة فهمي، والمخرج السينمائي أحمد ماهر، والصحفي وائل عبد الفتاح، والناشط كمال عباس- منسق الخدمات النقابية والعمالية، أن قيادات جبهة الإنقاذ الوطني سيظلون في محافظات الصعيد "قنا والمنيا" لحين انتهاء المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور، ورصد الانتهاكات والتجاوزات ومنعها.
وأضافت: أن "جبهة الإنقاذ الوطني لا تتصارع مع الرئيس أو حكومته على السلطة، ولكن لدينا مشروع من أجل مصر للخروج بها من الانهيار الاقتصادي الذي ستدخله خلال أسابيع"، ودعت الرئيس للتخلي عن السياسية الحالية وانتهاج سياسية جديدة من شأنها إعلاء مصلحة الوطن، وليس إعلاء مصلحة فصيل بعينه".
وأشارت إسماعيل، إلى أنه لا يوجد بمشروع الدستور الجديد العدالة الاجتماعية التي نادت بها الثورة، ولا يوجد ما يلزم الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية وعدم وضع حد أقصى لملكية الأراضي الزراعية أو الصحراوية، ومن السهل التحايل على الحد الأدنى للمعاشات والحد الأقصى للأجور، وغاب عن عمد في هذا الدستور أرباب المعاشات، كما أن الدستور الجديد سيفتح الباب أمام خصخصة مياه النيل ونزع ملكية أي أرض زراعية بمجرد قرار إداري، فضلاً عن تخفيض نسبة العمال في مجالس الإدارات من نسبة النصف إلى الربع دون مبرر، وتقييد الحريات النقابية وحق الفقراء في التعليم وحق المواطن في العلاج، بحسب قولها.
من جانبها، كشفت الإعلامية هالة فهمي، عن أن "الشو الذي قدمه الرئيس محمد مرسي بميدان التحرير فاتحاً صدره عقب إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة بلغت تكلفته 153 ألف جنيه، تكبدها اتحاد الإذاعة والتليفزيون لصالح شركة النور"، وذلك على حد قولها.
واستشهدت فهمي، خلال المؤتمر، بحديث للرسول "صلى الله عليه وسلم" خلال خطبة الوداع، والتي قال فيها: "أستوصيكم بالنساء خيراً"، وذلك رداً على اعتداءات أنصار التيار الإسلامي بالمتظاهرات المعارضات لجماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة الماضية.
وبرر وائل عبد الفتاح- الكاتب الصحفي، رفضه لمشروع مسودة الدستور لكونه يصنع ديكتاتور جديد، موجهاً حديثه للرئيس مرسي، مؤكدًا أن ثورة 25 يناير أكسبت الشعب المصري القدرة على إسقاط أي ديكتاتور مهما كانت قوته، ومهما كان حجم جماعته.
كما علق المخرج أحمد ماهر، بأن الدستور سيسقط إما بالتصويت ب"لا" أو بالتظاهرات الحاشدة ضد الحكم الديني الفاشي" بحسب قوله.
بينما طالب كمال عباس- الناشط العمالي، عمال مصنعي السكر والألومنيوم بالتصويت ب"لا" بسبب ربط أجر العامل بنص المادة رقم 14 في الدستور الجديد بالإنتاج في المصانع، لافتًا أن العمال غير مسؤولين عن تطوير آلالات الإنتاج، بل يجب ربط أجور العمال بأسعار السلع الغذائية وزيادتها.