تغير مضمون الدعوة التى بادر بها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أمس الأول، من أجل حوار وطنى لحل الأزمة الراهنة، عكس حالة من التخبط والتضارب بين المصادر الرسمية فى الدولة، فالدعوة للقاء بالقرية الأوليمبية التابعة لقوات الدفاع الجوى بالتجمع الخامس، وتغير مسمى الدعوة التى تم إلغاؤها قبل موعد اللقاء بساعات عدة مرات، فمن الدعوة إلى حوار سياسى إلى حوار وطنى ثم عائلى أعقبه تعديل إلى حوار إنسانى وأخيرا «لقاء مجتمعى»، وهو ما يشير إلى أن وجود جدال ما داخل الدوائر المغلقة بين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الدفاع، أدى إلى تأويلات مختلفة عن دور قيادة الجيش فى الحياة السياسية ومدى قبول أو رفض الرئاسة لهذا الدور. «الشروق» رصدت التخبط الذى خيم على مؤسستى الرئاسة والدفاع على مدار 4 ساعات:
6.00 حوار سياسى لجمع
شمل الأمة
بدأت أولى لحظات التخبط بتصريح صادر عن مصدر أمنى بوزارة الداخلية يؤكد فيه أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى واللواء احمد جمال الدين، وزير الداخلية، اللذان كانا مجتمعين فى حفل غداء بنادى الشرطة، ضم قيادات وضباط الجيش والشرطة، يدعوان جميع طوائف الشعب لإجراء حوار سياسى لجمع شمل الأمة وللتنسيق حول تأمين الاستفتاء على الدستور.
وبعد نصف ساعة من هذا التصريح قال مصدر أمنى ل«الشروق» إنه قبل نهاية الحفل بنادى الشرطة، اجتمع وزيرا الدفاع والداخلية منفردين لمدة 30 دقيقة، ثم خرج الفريق أول عبدالفتاح السيسى ليفاجئ الحاضرين من قيادات الجيش والشرطة بمبادرته ودعوته لجميع القوى السياسية والاحزاب للتوافق حول الدستور للخروج من هذه الازمة.
واضاف المصدر ان دعوة السيسى جاءت بعد اتفاق الوزيرين على المبادرة لمنع الاحتقان وتحريك الأمور بعيدا عن الهاوية، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة وتؤدى بالبلاد إلى السقوط فى دوامة العنف.
7.00 تواصل إنسانى
والتحام وطنى
بعدها كشف مصدر عسكرى أن الحوار الذى دعا إليه وزيرا الدفاع والداخلية يستهدف بث الطمأنينة فى نفوس المصريين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية ويستهدف بالأساس التواصل الإنسانى والالتحام الوطنى لتهدئة الأمور خلال المرحلة الراهنة.
وأضاف المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، أن الدعوة ليست سياسية وإنما الهدف الاساسى منها تحقيق التواصل بين أطياف المجتمع، مشيرا إلى أنه تم توجيه دعوات لعدد من السياسيين والاعلاميين والرياضيين، وعلى رأس الحاضرين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر والبابا تواضروس، بابا الإسكندرية.
7.45 نفى خبر الدعوة ثم الإعلان عن مشاركة الرئيس
ثم نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط تصريحا منسوبا للقوات المسلحة تنفى فيه دعوة السيسى، وقالت «إنه لا صحة لتوجيه وزير الدفاع الدعوة لحوار وطنى فى إحدى دور القوات المسلحة».
وبعد ربع ساعة نشر المتحدث الرسمى للقوات المسلحة، العقيد أركان حرب أحمد محمد على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بيانا يؤكد فيه أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى يدعو إلى التواصل الإنسانى والالتحام الوطنى فى حب مصر من خلال لقاء يجمع شركاء الوطن.
وأضاف المتحدث العسكرى أن اللقاء سيحضره الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، كما تشمل الدعوة الوزراء والنخب السياسية والقوى الوطنية من التيارات السياسية المختلفة وشباب الثورة والازهر الشريف والكنيسة ونادى القضاة وأعضاء المحكمة الدستورية العليا والمحامين والاعلاميين والفنانين والرياضيين والعمال والفلاحين، ويعقد اللقاء بدار الدفاع الجوى بمقر القرية الأوليمبية وبمحور المشير طنطاوى بالتجمع الخامس فى الرابعة والنصف عصرا.
8.00 العائلة المصرية
فى حوار وطنى
وفى الوقت ذاته، نشر المتحدث العسكرى على صفحته بيانا آخر واكد فيها «دعوة للعائلة المصرية من كل أطياف المجتمع ولن يتم فيها أى حوار وطنى بل هى رسالة طمأنة للشعب المصرى العظيم»
وعقب مرور الساعة وربع الساعة تقريبا، قال اللواء محمد العصار نائب مساعد وزير الدفاع، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «آخر النهار» الذى يقدمه الكاتب الصحفى خالد صلاح، إن اللواء السيسى دعا جميع المعنيين بأمور الوطن إلى حوار إنسانى، بمقر القرية الأوليمبية فى تمام الساعة الرابعة عصرا، لافتا إلى أن هذا الحوار لن تكون له أجندة سياسية.
وأضاف العصار، أن القوات المسلحة لم تعد تتحدث فى السياسة، ولا تعمل فيها، مؤكدا أن «الجيش لن يتدخل فى الأمور السياسية تماما».
وناشد العصار جميع القوى بتلبية الدعوة قائلا: «أناشد القوى السياسية عدم الاعتذار والمزايدة على الحوار الإنسانى الذى دعا إليه الجيش».
10.00 معلومات خاطئة
من الداخلية
وقبل أن يستقر الجدال حول هدف الدعوة أكد مصدر عسكرى ل«الشروق» أن الدعوة كانت بالاتفاق مع رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ولكن الارتباك الذى حدث كان سببه معلومات خاطئة سربتها وزارة الداخلية.
وأضاف المصدر أن دعوة السيسى قائمة على أساس جمع شمل الشعب المصرى فى حفل غداء.
