اخبار مصر كشفت مصادر سيادية أن سبب إرجاء موعد الحوار المجتمعى الذى دعا له الفريق أول عبدالفتاح السيسى، مع رموز المجتمع والمعارضة نتيجة ضغوط من مؤسسة الرئاسة، حتى لا تظهر القوات المسلحة وكأنها راعية للحوار بعدما أعلنت جبهة الإنقاذ الوطنى وعدد من القوى السياسية رفض الحوار مع الرئيس مرسى، وموافقتها على حضور الحوار الذى ترعاه القوات المسلحة. وعقدت مؤسسة الرئاسة أمس اجتماعات مكوكية للخروج الآمن من الأزمة بحيث يتم إلغاء الدعوة بما لا يسبب إحراجا للمؤسسة العسكرية، فخرج بيان المتحدث العسكرى ليؤكد أنه تم إلغاء الدعوة لعدم الإقبال. وأكد المصدر أن هذه الدعوة كانت محل دراسة بين الرئيس محمد مرسى والفريق السيسى فقط، وأن إعلانها من قبل السيسى أحدث إرباكا فى المؤسستين، حيث قال عدد من المسئولين بهما «الدنيا ضبابية ومحدش فاهم حاجة». وأوضح المصدر أن الرئاسة احتجت على أن تخرج الدعوة فى شكل الحوار الوطنى الذى يتبناه الرئيس شخصيا مما تسبب فى حالة كبيرة من التضارب بسبب تناقض التصريحات الرسمية بين المسئولين بالدولة، وبدا واضحاً أن الخلاف سببه تسمية تلك الدعوة ومضمون اللقاء الذى سيتم بناء عليها، كما يوحى التضارب بأن الدعوة جاءت مفاجئة.ضغوط من الرئاسة على وزارة الدفاع بعد رفض جبهة الإنقاذ الحوار مع الرئيس وموافقتها على لقاء القوات المسلحة وأكد مصدر برئاسة الجمهورية أنه لا صحة لوجود دعوة للحوار السياسى من قبل وزارة الدفاع وإنما هى دعوة غداء بهدف التواصل الإنسانى معتادة قبل كل استفتاء أو انتخابات فى العامين الأخيرين. وبمتابعة ورصد أول ما يدعو للتضارب والتعجب هو خروج بيان الدعوة التى وجهها وزير الدفاع من وزارة الداخلية، ذلك البيان الذى وصفها بأنها مبادرة بدعوة طوائف الشعب المصرى من سياسيين وإعلاميين وفنانين ورياضيين، للحوار للخروج من الأزمة الراهنة. وهو نفس البيان الذى بثته وكالة الأنباء الرسمية للدولة تحت عنوان «دعوة للحوار الوطنى» من قبل وزير الدفاع، ثم نفت الخبر على لسان متحدث القوات المسلحة وجاء فى خبر النفى: «أنه لا صحة لتوجيه الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الدعوة لحوار وطنى فى إحدى دور القوات المسلحة». والملاحظ أن نفى الوكالة الرسمية شمل نفى التسمية ونفى الأمر كله جملة وتفصيلا، بمعنى أن وزير الدفاع لم يدع لأى شىء من الأساس وكأن الأمر كله مختلق، إلا أن المفاجئ بعد هذا النفى هو خروج العقيد أركان حرب أحمد محمد على، المتحدث باسم القوات المسلحة، عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك» ليؤكد أن وزير الدفاع وجه دعوة لعدد كبير ممن وصفهم ب«شركاء الوطن» للقاء ل«التواصل الإنسانى» بحضور رئيس الجمهورية. لكن متحدث الرئاسة الدكتور ياسر على، صرح لوسائل الإعلام بأن الرئيس مرسى لن يحضر هذا اللقاء الذى وصفه متحدث الرئاسة بأنه حوار مجتمعى بادر بالدعوة إليه وزير الدفاع خلال لقائه مع وزير الداخلية بنادى شرطة الجزيرة، وأكد متحدث الرئاسة أن الحوار الوطنى الرسمى الوحيد يتم بمؤسسة الرئاسة فقط، وأن ما دعا إليه وزير الدفاع ليس إلا لقاء وحوارا مجتمعيا، بل وقال: إن سبب اللغط أن الوكالة الرسمية بثت الأمر فى البداية على أنه حوار وطنى. بعد تصريح متحدث الرئاسة الذى نفى فيه حضور الرئيس لهذا اللقاء -الذى حمل مسميات كثيرة- بثت وكالة «رويترز» للأنباء خبرا يؤكد أن متحدثا باسم الإخوان أكد مشاركة الجماعة فى اللقاء الذى دعا إليه الجيش. ثم بعد هذا الخبر بدقائق معدودة خرج السفير محمد رفاعة الطهطاوى، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، على قنوات فضائية ليؤكد على أمر واحد فقط وهو أن دعوة وزير الدفاع تمت بإذن الرئيس وبالتشاور معه، وفى نفس الوقت يقول إن الرئيس أقر بتلك الدعوة التى وصفها رئيس الديوان بأنها دعوة للتواصل الوطنى، ولم يشر الطهطاوى إلى ما إذا كان الرئيس سيحضر اللقاء أم لا. لكن اللواء محمد العصار، مساعد وزير الدفاع، خرج أيضاً على الفضائيات مؤكداً أن اللقاء الموسع الذى دعا إليه وزير الدفاع والإنتاج الحربى بحضور الرئيس محمد مرسى، إنما يأتى فى إطار الأسرة المصرية الواحدة وليس جزءاً من الحوار الوطنى، كما أنه ليس لقاء سياسيا. والملاحظ هنا أن مساعد وزير الدفاع أكد على أمرين هما أن اللقاء ليس حوارا وطنيا ولا سياسيا، وأن الرئيس سيحضر. ثم بث التليفزيون المصرى تصريحات لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، أكد فيها أن الحوار المقرر فى القرية الأولمبية لن يتناول قضايا سياسية أو موضوع الاستفتاء على الدستور لكنه يستهدف لم شمل الأطياف المصرية.وقال نصا: «إحنا بكره هنقعد ومش هنتكلم لا فى السياسة ولا فى استفتاء، بكره هنقعد مع بعض كمصريين». وفجأة خرج الدكتور ياسر على، متحدث الرئاسة، على عدة فضائيات؛ ليؤكد على أن اللقاء ليس حوارا وطنيا وإنما دعوة من وزير الدفاع للأطياف المختلفة للقاء مجتمعى بهدف مد جسور التواصل، وفى نفس الوقت قال متحدث الرئاسة إن الرئيس مرسى يدعم اللقاء وإنه سيحضره. ليفاجأ الجميع ببيان للمتحدث العسكرى يؤكد فيه تأجيل الدعوة نظرا لضعف الإقبال والاستجابة رغم إعلان عدة جهات تلبيتها للدعوة ومنها جبهة الإنقاذ الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين وآخرون.