«رميت حمولى على الله، وقلت هاحتفظ بالجنين مع إن كل الناس كانوا خايفين عليا». تبتسم وداد رغم الإعياء، وهى تحمل طفلها أثناء الغسيل الكلوى بعد الوضع بساعات، وسط فرحة الممرضات بطفل وداد وهن يقمن بتصويره بكاميرات التليفونات المحمولة. وداد، 38 عاما، هى المعجزة الثالثة التى سجلتها وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى العجوزة، حيث يصعب الإنجاب لمرضى الغسيل الكلوى كما يوضح د. عصام حامد مدير الوحدة. يقول «حالة نادرة جدا يمكن أن تتكرر لواحدة من كل ألف مريضة بالفشل الكلوى، لكننا منذ الدقيقة الأولى لمعرفتنا بحملها قمنا برعايتها لأننا نعتبر هذا الطفل ابنا لنا جميعا». عصام هو الطفل الخامس الذى وضعته وداد، وقد أطلقت عليه اسم الطبيب، عرفانا منها برعايته لها طوال فترة حملها التى ترى إنها كانت مستحيلة دون مساعدته. «دا أقل واجب إنى اسمى الولد باسمه، د. عصام وقف جنبى من أول ما عرفت إنى حامل، وساعدنى وطلع معايا العمليات». تأتى وداد من الشرقية لعمل غسيل كلوى ثلاث مرات أسبوعيا، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، واكتشفت الحمل أثناء الغسيل، خاصة أنها تخلت عن وسيلة منع الحمل لتأثيرها السلبى على صحتها أثناء الغسيل. رفض عوض زوج وداد الحمل فى بدايته، وطلب من وداد الاكتفاء بالبنتين والولدين، لكنها أصرت على إكمال الحمل. «عوض قالى أنتى صحتك على قدك وأنا خايف عليك، وكفاية خدمة أربعة». يضيف د. عصام أن صعوبة الحمل والولادة مع الغسيل الكلوى ترجع لأن المريضة تعانى من سوء تغذية قد تضر بالجنين، فضلا عن احتمال نقل الأم الفشل الكلوى للجنين، وتكمن خطورة شديد فى تخدير الأم لإجراء عملية الولادة القيصرية لأن ذلك قد يتسبب بوفاتها لارتفاع نسبة أملاح البوتاسيوم فى الجسم. «غالبا لا تنجب السيدة المصابة بفشل كلوى بسبب الغسيل، وإذا حدث حمل لا يكتمل بسبب الولادة المبكرة وعدم اكتمال الحمل أحيانا، أو بسبب حدوث نزيف فجائى أثناء الغسيل، كما يمكن أن يتأثر دم الجنين من الغسيل فيحدث له انسداد معوى نتيجة زيادة الأملاح، ومريضة الفشل الكلوى لا يمكن أن تلد بشكل طبيعى، لأن ذلك قد يؤثر على عضلة القلب ويؤدى للوفاة». لم تستطع وداد أن تخفى دموعها وهى تقول «ولادى اتبهدلوا من يوم ما تعبت، معرفش ياكلوا إيه ولا يشربوا إيه لأنى باغيب عنهم ثلاث أيام فى الأسبوع، لدرجة إن أبوهم ما حضرش الولادة علشان يقعد معاهم».