يقول بيومي سليمان يوسف 31 عاماً اعتدت تحمل المسئولية منذ الطفولة فتركت الدراسة بعد حصولي علي الشهادة الإعدادية رغم تفوقي وكنت أنظر إلي زملائي بحسرة شديدة وأنا أري كلا منهم يرسم خريطة لمستقبله لكن نظراً لظروف أسرتي المادية اضطررت إلي الاتجاه إلي العمل الحر لأحصل علي يومية قدرها 5 جنيهات فقط بعد عناء شديد في مهن مختلفة يصعب علي أي طفل في مثل سني وقتها تحملها لكنني امتزت عن غيري بالصبر والجلد والتحمل الشديد وسارت الأيام بحلوها ومرها فلم أجزع ولم أيأس ولم أنظر إلي أصحاب الظروف الجيدة بل كنت دائماً أضع نصب عيني من هم في مثل ظروفي أو أقل مني حتي استقر بي الحال في العمل ككهربائي حر وبدأت الأمور تتحسن وشعرت وقتها أن الحياة بدأت تبتسم لي لكن يبدو أنها كانت تخفي مرارة كبيرة بدأت أعاني من أمراض متعددة في الكلي والحالب والمثانة والمسالك البولية بوجه عام وداومت علي العلاج المكثف عدة أشهر. لكن حالتي الصحية تدهورت بشكل كبير حتي توقفت الكلي عن العمل تماماً وارتفعت نسبة البولينا في الدم وهددت حياتي ولم يكن أمام الأطباء سوء إجراء جلسات غسيل كلوي 3 مرات أسبوعياً علي نفقة الدولة. تبدلت حياتي تماماً وأصبحت بين عشية وضحاها أسيراً لأجهزة الغسيل فتركت العمل وأهملت المهنة الوحيدة التي وجدت نفسي فيها فساءت أحوال أسرتي المادية بشكل كبير خاصة أن والدتي كانت ترافقني في جلسات الغسيل ولا تتركني بمفردي في المنزل.. وأثناء ذهابها معي في إحدي جلسات الغسيل وقعت عينها علي إحدي الفتيات التي ترافق والدها أثناء عملية الغسيل وعرضت عليها الزواج مني وظنت في البداية أنها لن توافق علي كزوج لكنها وجدت ترحاباً شديداً وأكدت لها سعادتها بالارتباط بي وبالفعل تزوجنا وكانت زوجة وفية رافقتني رحلة المرض من أول يوم ولم تتخل عني ساعة واحدة فشعرت معها بالارتياح النفسي وأبصرت في وجهها الإخلاص والتفاني فلم تقف مكتوفة الأيدي وهي تراني أعاني أشد المعاناة بسبب المرض والأحوال المادية الصعبة لكنها تقدمت وبحثت عن عمل دون أن أطلب منها وتكلفت بالمصروفات المنزلية كاملة علاوة علي سدادها 150 جنيهاً بعد كل جلسة غسيل كلوي حتي وصلت إلي طريق مسدود ولم تستطع الوفاء بكل العهود التي قطعتها علي نفسها بسبب استغناء صاحب العمل عنها بعد إفلاسه وتحويل محلاته التجارية إلي مخازن فدب اليأس في قلبي. لم يصدق بيومي سليمان نفسه حينما اتصل به مندوب الفرحة والأمل تليفونياً ليخبره بفوزه بشيك الفرحة والأمل من موبينيل حيث بكي من شدة الفرحة وقال إنه لم يتوقع أن تستجيب الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول موبينيل لندائه بهذه السرعة. وقال سوف أقوم علي الفور بصرف الشيك وشراء كافة مستلزمات أسرتي وأخفف عن زوجتي المسئولية عدة أشهر وسأشتري لها ماكينة خياطة لتساعدها في تدبير احتياجاتنا.