سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدل بسبب تكليف الموجهين بوضع امتحانات نصف العام مديرو الإدارات: منع المدرسين الأوائل «ردة للوراء وعودة للمركزية» موجهون: كيف يضع المدرس الامتحان لتلاميذه؟
حالة من الجدل تسود بين الموجهين ومديرى الإدارات التعليمية، بسبب قرار وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم بتكليف الموجهين لأول مرة هذا العام بوضع امتحانات نصف العام الدراسى، المقرر لها الأسبوع الأخير من ديسمبر الجارى.
هدف الوزارة من تكليف الموجهين بدلا من المدرسين الأوائل فى كل مدرسة هو ضمان حيدة ونزاهة الامتحانات وتحقيق تكافؤ الفرص بين الطلاب، كما جاء فى تصريح لوكيل الوزارة للتعليم العام الدكتور رضا مسعد.
لكن مديرى الإدارات التعليمية وجدوا أنفسهم أمام مشاكل كثيرة، لتنفيذ هذا القرار، منها عدم قدرة بعض الموجهين على وضع الامتحانات، وأن بعض الموجهين يعطون دروسا خصوصية أيضا مثل المعلمين، ومشكلات أخرى كثيرة.
تأمين الامتحانات
«القرار كان اقتراحا منى، تقدمت به للموجه الأول ولمدير إدارة مصر القديمة التعليمية، إشفاقا على المدرسين الأوائل، المتعبين من كثرة نصاب الحصص الذى يوزع عليهم، بسبب العجز فى مادة الفلسفة بالإدارة» قالتها موجهة الفلسفة بإدارة مصر القديمة التعليمية، أمينة الشبراوى، مؤكدة أن الهدف الثانى من اقتراحها هو تأمين امتحانات نصف العام الدراسى، حتى لا يكون المدرس الذى يدرس فى الفصل هو نفسه واضع الامتحان، على غرار تأمين امتحانات الثانوية العامة.
واستدركت: هذا ليس معناه الشك فى المعلمين، لأننا نستأمنهم على درجات أعمال السنة، ونتابع أى تجاوز قد يحدث فى هذه الدرجات من شهر لآخر.
وتوضح أمينة العبء الذى ستتحمله لوضع 4 امتحانات، لمادتى الفلسفة والتربية الوطنية، للصفين الأول والثانى الثانوى، للفصلين الأول والثانى من العام، بالإضافة إلى امتحانات بديلة، فى حالة تسرب الامتحانات، ونموذج الإجابة لكل امتحان، بالإضافة إلى إجراءات طبع الامتحانات وتأمينها.
أما موجه اللغة الإنجليزية بالتجريبيات، عمر عبدالفتاح، فيرى أن موجهى التجريبيات عليهم عبء أكبر، لأن عددهم قليل بالنسبة لعدد المدارس، حيث تصل النسبة إلى موجه لكل 15 مدرسة.
تحايل على القرار
«إذا كنا بنخون المدرس الأول فى كل مدرسة ولا نؤمنه على وضع امتحانات نصف العام أو امتحان آخر السنة، فلا ينبغى لنا أن نسمح له بالعمل من الأساس، المفروض أن نمنح المدرس الأول الثقة ونحاسب المخطئ» هكذا انتقد مدير إدارة عابدين التعليمية محمد عطية على قرار تكليف الموجهين بوضع امتحانات النقل، مؤكدا أنه قرار غير مدروس، لأن المدرس الأول فى كل مدرسة أكثر دراية بما تم تدريسه بالفعل داخل الفصول، وبإمكانيات المدرسة فى التدريس.
ويؤكد عطية أن بعض الموجهين ليسوا على دراية بالمنهج الذى كلفوا بوضع امتحاناته، إما لأنه قُرر بعد أن أصبحوا موجهين، أو لأنهم ابتعدوا عن ممارسة التدريس لفترة طويلة.
ويتعجب عطية من عدم تدريب الموجهين على طريقة وضع الامتحانات المطابقة لمواصفات الورقة الامتحانية، فى الوقت الذى يتم تكليفهم فيه بوضع الامتحانات، والكثير منهم ليس لديه فكرة عن طريقة وضع الامتحانات، لافتا إلى أن القرار اتخذ دون تخطيط مسبق، وأنه يتنافى مع مبدأ اللامركزية.
المغضوب عليهم
«المغضوب عليه واللى بيعمل مشاكل فى مدرسته هو اللى بيترمى فى التوجيه، والباقى بيوصل للتوجيه بالأقدمية مش بالكفاءة، واللى يقول غير كده يبقى بيحط راسه فى الرمل» هكذا تصف الدكتورة بثينة عبدالله مدير إدارة مصر القديمة التعليمية حال الموجهين، الذين يطلق عليهم فى التربية والتعليم جراج التربية والتعليم، مؤكدة أن إحدى الموجهات فى إدارتها التعليمية لا تصلح للعمل فى هذا المجال، وتريد أن تصبح موجهة أولى على زملائها، وهى لا تملك منعها لأن العبرة فى الترقيات لاتزال بالأقدمية، وليست بالكفاءة.
وتكمل بثينة: اعترف لى موجهون بالإدارة أنهم لا يعرفون كيف يضعون الامتحان، وتحايلت على الأمر بأن طلبنا من الموجهين الأوائل فى المدارس الخمس المكلف بوضع امتحاناتها، أن يكتب امتحانا، وسيقوم هو باختيار بعض الاسئلة من كل امتحان منها، ليضع امتحانا موحدا للمدارس الخمس.