أكد الدكتور أسامة أبو طالب، الأستاذ بأكاديمية الفنون، أن أدب الحرب والمقاومة لم ينل حقه من النقد والتقييم، كما لم يلتفت إليه الإعلام. وقال أبو طالب خلال ندوة عقدت مؤخرا بنادي القصة لمناقشة رواية "ثعالب الدفرسوار" للأديب أحمد عبده، أن عبده كتب تلك الرواية بعد أكثر من ثلاثين سنة، على وقوع أحداثها، ولذلك مدلول مهم، على مستوى الفن والرؤية .
وأوضح أن الرواية جمعت عناصر النصر والهزيمة والمقاومة وحرب اليمن، وابتعد الكاتب عن "الزعيق" والمباشرة، ومزج بين الواقعي والمتخيل، بحيث أن الواقعي لم يصبح تقريرا في ذاته، ولا المتخيل أصبح بعيدا عن التصديق، وهي مسألة شديدة الأهمية.
وأضاف أن الرواية كتبها قلم عايش وشاهد التجربة، في غير إسهاب ممل، وجسد مصر في "صبيرة"، التي حملت ثلاث مرات وفي كل مرة لا يكتمل حملها، وفي المرة الرابعة يقترب الحمل من الاستقرار، لكن يتم اجهاضه، على يد جنود العدو حين وضعوها داخل عربة مصفحة، راحت تجري بها على التلال والوهاد .
وقال: ربما كانت في ذلك إشارة إلى حروبنا مع إسرائيل، بما فيها حرب أكتوبر حينما حدثت الثغرة، ولتعميق الرمز يوظف الكاتب هنا، الأغنية التي تقول فيها نجاة الصغيرة: "وفي وسط الطريق وقفنا وسلمنا يا قلبي".
أما الدكتور جمال عبد الناصر الأستاذ بجامعة الفيوم فقد قال إن الرواية جاءت محكمة الصنع، صياغة ومضمونا، وحقق الروائى عنصر الإمتاع، عبر لغة سردية حبلى بالمعانى والايحاءات، على بساطتها الشديدة.
وأوضح أن تلك اللغة تعكس حالات التوتر التي اتسمت بها أجواء المشهد الروائي، مشيرا إلى أن الكاتب ربما أراد بالثعالب الإسرائيليين حين عبروا القناة، وربما هم محسن الذى عاد من حرب اليمن بعين واحدة، ومجموعته الفدائية التي كونها لمقاومة جنود الثغرة، معتمدا على خبرته العسكرية.
وقالت الدكتور زينب العسال في تقديمهاللندوة إن الرواية تعالج أحداث حرب أكتوبر، وبالتحديد قضية الثغرة والمقاومة الشعبية، ولعل محورها هو ادانتها لمعاهدة السلام التي قصقصت ريش مصر في خطة مرسومة.
صدرت رواية "ثعالب في الدفرسوار" عن سلسلة كتاب الاتحاد، التي تصدرها الهيئة العامة للكتاب، وتتناول فترة الثغرة أثناء حرب 1973.
للكاتب أحمد عبده مجموعة من الأعمال، منها: رواية "مكاشفات البحر الميت"، والمجموعات القصصية "كلاب الصين"، و"الجدار السابع" و"حفر في الباطن"، و"نقش في عيون موسى"، و"حالة حرب".