قال محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، إن أداء البورصة المصرية، اليوم الخميس، عكس استمرار مخاوف المتعاملين نتيجة التوترات السياسية وعدم ظهور بوادر لتحركات لمعالجة الموقف، مما أثار مخاوف المستثمرين المصريين المستمرين في البيع منذ بداية الأزمة مع عدم استقرار اتجاهات المتعاملين الأجانب، موضحا أن ضخامة الاحتجاجات لم تكن متوقعة، ولذا شهدت السوق هذا الهبوط الحاد، مضيفا قائلا : "التراجع سيتواصل ما دامت الاضطرابات السياسية قائمة. لا بد أن تكون سوق المال مرجعية لمتخذ القرار". وأوضح، أن الأحداث التي تشهدها البلاد وانتشار حالة عدم الاستقرار في العديد من المحافظات جعلت من الطبيعي أن تكون القرارات الاستثمارية للمتعاملين في السوق عشوائية وغير مدروسة، حيث شهدت الجلسة عروضا بيعية من قبل المستثمرين، وذلك بسبب غموض الرؤية، مشيرا إلى أن "المخاطر السياسية نقلت المتعاملين في السوق الآن من مرحلة المخاطر السياسية إلى مرحلة عدم اليقين، وهي المرحلة التي يصعب بها وضع أي توقع للسوق خلال الفترة المقبلة".
وطالب عادل المستثمرين بعدم اتخاذ قراراتهم وفقا للأحداث السياسية، لأن القرارات العشوائية قد تتسبب في خسائر فادحة، مؤكدا ثقته في المستثمرين بالبورصة المصرية في اتخاذ القرارات السليمة وعدم الاندفاع نحو قرارات عشوائية خلال الجلسات القادمة، خاصة أننا جميعا تعلمنا أن ما يحدث ما هو إلا أحداث استثنائية ستنتهي طالت أو قصرت، خاصة وأن هناك مشتريات انتقائية واضحة ظهرت على الأسهم بعد أن رفع هذا التراجع الحاد من جاذبيتها الاستثمارية بعد تدني أسعارها متوقعا عودة السوق للتعافي، خاصة وأن الأسعار الحالية للأسهم مغرية للشراء إذا استقرت الأوضاع السياسية سريعا.
وأكد الخبير المالي، أن البورصة شأنها شأن جميع المؤشرات الاقتصادية ومنافذ الاستثمار التي تتأثر بشكل ملحوظ مع كل عدم استقرار جديد بالوضع السياسي لا بد من التحرك برؤية واضحة ومحددة أكثر من ذلك على المستوى الاقتصادي والسياسي أيضا، موضحا، أن البورصة لن تكون جاذبة للاستثمار بدون استقرار، منوها إلى أن ما تمر به مصر يقلق المتعاملين، وقد تكون الصورة أكثر ضبابية للمستثمر الأجنبي، فالبورصة مؤشر لما يحدث في الدولة، ومصر في حاجة لنوع من التوافق والاستقرار، وأضاف قائلا: "جميع الأحداث تؤثر في اتخاذ القرار للمستثمر في الشراء والبيع"، مضيفا أن هناك أوقاتا إيجابية تؤثر على تعاملات الأسواق بالإيجاب، وهناك أوقات سلبية تؤثر عليها أيضا.