«اشهد يا محمد محمود.. كانوا ديابة وكنا أسود»، مر عام ولم يدل شارع محمد محمود بشهادته عن 5 أيام بلياليهم سالت فيهم دماء بدون حساب وأعين راحت بدون أسباب. ماذا لو شهد محمد محمود؟ هل سيقول من البادئ؟ هل سيحكى عن معارك الغاز والرصاص والخرطوش؟ أم سيحكى عن «جدع يا باشا جت فعينه»؟ أم سيروى حكاية «النوم على صندوق الانتخابات وعرس الديمقراطية»؟
ماذا لو قرر محمد محمود أن يتكلم؟ هل سيتحدث لنا عن مواقف النخبة السياسية؟ أم سيشرح لنا لماذا استقالت الحكومة وقتها؟ وكيف أدار جنرالات الجيش المعركة. أم سيترك كل هذا ويقف مردداً كلمات أحد رواده الذى فقد عينه فى تلك الأحداث، أحمد حرارة، ليقول «أفضل أن أعمى بكرامة، على أن أعيش بنظر وعينى مكسورة».
من المؤكد أن شارع محمد محمود لديه ذكريات لا تعد ولا تحصى، فى هذه السطور القادمة حاولت «الشروق» أن تخرج بعضا منها إلى النور، عله يدرك أن «الصمت ليس من ذهب»، وأن الثورة باقية مادامت دماء شهدائه على الأسفلت.