غادر الرئيس الامريكي باراك أوباما السبت في جولة اسيوية تشمل ثلاث دول في مسعى للاستفادة من أول رحلة خارجية له بعد اعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية للتأكيد على ان المنطقة هي في محور استراتيجيته. ويزور أوباما كلا من تايلاند وميانمار وكمبوديا. ومن المرجح ان تسلط الاضواء خلال هذه الرحلة على زيارة اوباما التاريخية لميانمار التي كانت تعتبرها واشنطن دولة "مارقة". ويأمل البيت الابيض ان تساعد زيارة أوباما ميانمار في دفع البلاد الى تطبيق اصلاحات ديمقراطية.
وقد يخيم على جولة الرئيس الامريكي الاسيوية تصاعد العنف في الشرق الاوسط، حيث قد تشهد الايام القليلة المقبلة اول هجوم بري تشنه اسرائيل على غزة منذ اربع سنوات.
وفي الولاياتالمتحدة قبيل سفره كان اوباما يجري مفاوضات مع اعضاء الكونغرس لتجنب انخفاض حاد في الموازنة وارتفاع كبير في الضرائب مما قد يعيد البلاد الى الكساد الاقتصادي.
وبدأ أوباما في فترته الرئاسية الاولى التركيز على آسيا كمحور لاهتمامه حيث زاد التعاون العسكري مع تايلاند وفيتنام واستراليا، ويسعى لنقل الجزء الاكبر من الاسطول الامريكي الى المحيط الاطلسي بحلول 2020.
وتعد ميانمار من اكثر الدول التي شهدت تغيرا كبيرا في السياسة الامريكية ازاءها، حيث كان ينظر الى ميانمار على مدى سنوات على انها حليف للصين وكانت منبوذة من قبل الدول الغربية.
وادهشت ميانمار منتقديها، حيث اجرت اصلاحات واسعة بعد انهاء نحو نصف قرن من الحكم العسكري. واطلق الرئيس ثين سين، وهو جنرال سابق، سراح السجناء السياسيين، وبدأ محادثات مع متمردين من اقليات عرقية وسمح لزعيمة المعارضة اونج سان سوتشي، التي كانت رهن الاقامة الجبرية، بالترشح لعضوية البرلمان.
وتايلاند هي اقدم حليف للولايات المتحدة في اسيا، ولكنها الان تشهد الكثير من النزاعات الداخلية، التي شهدت تصعيدا عنيفا عام 2010 ادى الى مقتل 90 شخصا.
وسيصبح اوباما اول رئيس امريكي يزور كموديا، وهي حليفة قوية للصين. وعلى هامش زيارته سيلتقى اوباما برئيس الوزاء الصيني المنتهية ولايته وين جياباو ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا، وسط خلاف بين الدولتين حول جزر تقع بين الدولتين.