أكد المحلل السياسى فى صحيفة «نيويورك تايمز» توماس فريدمان، فى سياق مقابلة أجريتها معه غداة فوز الرئيس باراك أوباما بولاية ثانية، أنه لن يكون فى إمكان الرئيس الأمريكى المنتخب معالجة المشكلات الخارجية ما لم يجد حلولا للمشكلات الداخلية التى تواجهها الولاياتالمتحدة، وفى مقدمها الأزمة الاقتصادية. وقال فريدمان إن المشكلة النووية الإيرانية قابلة للحل، ولا سيما فى ضوء النتائج التى أدت إليها العقوبات القاسية المفروضة على نظام طهران. وأشار إلى أن المسئولين الإيرانيين يدركون فى الوقت الحالى أيضا أن فوز أوباما بولاية ثانية يعود إلى عدة أسباب، فى مقدمها أنه تعهد بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.
فى المقابل، أكد أن مشكلة أفغانستان غير قابلة للحل، وأن إقدام الولاياتالمتحدة على الانسحاب من هذا البلد سيؤدى إلى انتشار الفوضى العارمة فيه.
وأشار فريدمان إلى أن جميع التوقعات التى تشير إلى أن أوباما سينتقم من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بسبب تأييده العلنى المرشح الجمهورى ميت رومنى، هى توقعات غير صحيحة، ذلك بأن الانتقام لا يشكل سمة تميز أسلوب العمل الذى يتبعه أوباما.
وأضاف: «لو كنت أنا الذى سأتولى كتابة هذا العمود الصحفى بدلا منك لكتبت ما يلى: إن الرئيس أوباما سيكون ضالعا فى شئون الشرق الأوسط فقط فى حال مبادرة إسرائيل والفلسطينيين إلى فتح الطريق أمامه. فى السابق كان النزاع الشرق أوسطى موضوعا ضروريا يتعين على الإدارة الأمريكية أن تهتم به، أما الآن فقد تحول إلى ما يشبه الهواية، ولعل أفضل دليل على ذلك كامن فى حقيقة أن وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون تتهرب من الانشغال فيه».
وشدد فريدمان على أن الأوضاع الأخيرة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط تتطلب من إسرائيل قدرا كبيرا من الحنكة والمرونة، كما تتطلب منها الحؤول دون اندلاع انتفاضة فلسطينية أخرى، لافتا إلى أنه حان الوقت لأن يركز الجدل الدائر فى إسرائيل على كيفية معالجة مشكلات الشرق الأوسط، لا على كيفية معالجة العلاقات مع الولاياتالمتحدة.