نجح المرشح الجمهورى، ميت رومنى، فى تقليص الفارق بينه وبين المرشح الديمقراطى، الرئيس باراك أوباما؛ ما يجعل فرصهما تكاد تكون متساوية، وهنا يبرز دور الأقليات الدينية، كاليهود والمسلمين، فى ترجيح كفة إحداهما. وبينما لا يوجد إحصاء دقيق لعدد اليهود؛ لكون الإحصاء الرسمى الأمريكى لا يتضمن السؤال عن الدين، تفيد تقديرات بأن عددهم عام 2011 تراوح بين 5.3 و6.5 مليون يمثلون 2.1% من الأمريكيين، ويتركز معظمهم فى ثمان ولايات هى: نيويورك وكاليفورنيا وفلوريدا ونيوجيرسى وإلينوى وبنسلفانيا وماستشوستس وميريلاند.
وقد حصل أوباما فى انتخابات 2008 على تأييد 78% من أصوات اليهود، وتظهر استطلاعات حديثه أن سيحصل على 70% من أصواتهم مقابل 25% لرومنى. ولا يستبعد عمدة مدينة شيكاغو، رام عمانوئيل، احتمال أن يتغير اتجاه الأصوات اليهودية لصالح رومنى مثلما حدث عام 1980، عندما فاز رونالد ريجان ب40% من أصواتهم.
ويقود عمانوئيل، وهو يهودى تولى سابقا منصب رئيس طاقم البيت الأبيض فى إدارة أوباما، حملة لحشد أصوات اليهود لصالح الديمقراطيين. وقال فى مقابلة مع صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية: لا بد أن تعلم الجالية اليهودية أن أوباما رئيس جيد بالنسبة لإسرائيل، حتى إن وزير الدفاع الإسرئايلى، إيهود باراك، قال إنه لم يكن هناك رئيس أفضل من أوباما بالنسبة لأمن إسرائيل.
ولا تمثل السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل أولوية إلا ل7% فقط من الناخبين اليهود. وقال يهودا كارتسر، وهو يهودى يعمل محاضرا جامعيا: إن معظم الناخبين اليهود يختارون الرئيس بناء على المعايير المعتادة كالسياسات الاقتصادية والتوافق مع القيم الاجتماعية.
أما مسلمو أمريكا، فتفيد تقديرات حديثة بأن عددهم يبلغ نحو 2،6 مليون مسلم، وتعيش أعداد كبيرة منهم فى ولايات فلوريدا وأوهايو وفرجينيا؛ ما يعنى أن أصواتهم ستؤثر كثيرا؛ لضآلة الفارق بين أوباما ورمنى فى هذه الولايات.
وفى انتخابات 2008 صوت 89% منهم لصالح أوباما، وهى نسبة من المرجح أن تنخفض فى انتخابات غدا الثلاثاء، بينما سيحجم بعض الناخبين المسلمين عن المشاركة. ويعزو محللون تضاؤل حماس الناخبين المسلمين إلى انخفاض الحريات العامة، وعدم وفاء الرئيس أوباما بوعوده فى مجالات الاقتصاد والرعاية الصحية. ورغم ذلك يظهر استطلاع أجراه «مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية» أن 68% من الناخبين المسلمين يؤيدون أوباما مقابل 7% فقط لرومنى، بينما لم يحسم البقية موقفهم بعد.