أكد المؤرخ عبد العزيز جمال الدين، أن المصريين في ثورة مستمرة، رافضًا في الوقت نفسه وصف بعض المؤرخين للمصريين بأنهم شعب لا يثور.
صرح جمال الدين، قائلا: "المصريون دائمًا على عتبة ثورة، لكنها ليست دائمًا عنيفة، شأن ما حدث في أوروبا".
وأشار جمال الدين، إلى أن ما يحدث في سوريا لن يحل، مؤكدًا أن طرفي الصراع الآن وصلوا إلى مرحلة المعادلة الصفرية، وهي ناتجة عن الشخصية القبلية، حيث تسيطر القبيلة على عين المياه، وعند حدوث نزاع لا يوجد بديل سوى الفوز وتدمير الآخر، وهو ما يؤدي إلى استمرار القتال في سوريا إلى الآن.
صدر لجمال الدين حديثًا كتاب «تاريخ الجبرتي» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، الذي ينقل ما يحدث الآن في مصر من أحداث ووقائع، دون أن يخفي إعجابه بشخصية الجبرتي التي نجحت في نقل ما كان يحدث في مصر وقت كتابة مؤلفاته، مشيرًا إلى أن روعة الكتاب هي ما كانت تدفعه إلى الاستمرار، لا سيما أن الكتاب استغرق 10 سنوات كاملة من العمل المتواصل.
يعرب جمال الدين عن إعجابه بشخصية جبرتي، قائلا: "إنها أكثر الشخصيات التي رصدت الحياة الاجتماعية بما فيها العلاقات بين الناس، إضافة إلى مظاهر الحياة كلها.
وأظهر المؤرخ عبد العزيز جمال الدين حماسه وهو يقارن ما بين مظاهرات المصريين في عصر الجبرتي وما يحدث الآن، وقال: "مظاهرات المصريين كانت تخرج باستمرار بسبب الأسعار، أو بسبب نقص الحبوب والغلال، أو توقف الحال".
وذكر الجبرتى في إحدى رواياته، مشيرا إلى المشاكل الناتجة عن الصراع بين الفرق العسكرية العثمانية والفرق العثمانية المملوكية، التي أثارت ضيق المصريين بسبب تلك الصراعات التي تؤدي إلى وقف الأعمال والحال، فكان التجار يقدمون شكوى ضاغطة إلى السلطان، ويكون عليه التدخل سريعًا.
ويرفض جمال الدين الحديث عن أن في مصر فتنة طائفية، قائلا: "لو فرضنا أن هذا صحيح لكانت أية حادثة طائفية اشتعلت أكثر وأكثر، ودخلنا في حرب طائفية حقيقية، لكن المشاكل الطائفية كثيرًا ما كان يستخدمها حكام مصر لحل قضايا أخرى".
ويشير إلى، أنه لا توجد ثقافة أجنبية دخلت مصر واستقرت، لكنها سرعان ما تندمج مع الشخصية المصرية وتنصهر معها، بل إن اللغة المصرية تستفيد من المفردات الأجنبية التي تصف الأدوات الجديدة التي تدخل المجتمع.
وأضاف، أن اللغة المصرية استطاعت أن تتطور، حتى الكلمات الغريبة كببغاء طورتها إلى بغبغان، ولذلك تجد أن لدينا المسرح الغنائي، ولم يخل الحديث مع جمال الدين من الحديث عن تخوفات البعض من صعود الإسلاميين، وقال: "إن مشكلة الإسلاميين أنهم يتمسكون بالتفاصيل الصغيرة الدقيقة أكثر من اللزوم، وكأن كل مشاكل مصر ستحل بوجود المادة الثانية (التي تنص على أن الشريعة هي المصدر الرئيسي في التشريع)".