أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وصل الثلاثاء إلى بغداد في زيارة مفاجئة هي الأولى لرئيس فرنسي إلى العراق ، عن استعداد بلاده للتعاون في المجال الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي مع بغداد. وأقُيم استقبال رسمي لساركوزي في مقر إقامة الرئيس العراقي جلال طالباني. ومن المفترض أن يجري مشاورات مع رئيس الوزراء نوري المالكي وكبار المسئولين العراقيين. وقال الرئيس طالباني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي إن : "هذه زيارة تاريخية , إنها المرة الأولى التي يزور فيها رئيس فرنسي العراق , وهذا شرف لنا أن نرحب بالرئيس الفرنسي ، فهو صديق حميم للعراقيين". وبدوره ، قال ساركوزي : "يسعدني أن اكون بجانبكم اليوم ، هذه المرة الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين التي يزور فيها رئيس فرنسي العراق ، وأول زيارة لرئيس دولة أوروبية منذ 2003". وأضاف : "جئت لأعبر عن تضامن فرنسا مع العراقيين ، ولاقول أن الفرنسيين تأثروا كثيرا للأحداث التي وقعت في العراق" ، مؤكدا أن فرنسا تؤمن بوحدة العراق والعالم بحاجة إلى عراق موحد قوي وذي سيادة. وأعرب ساركوزي عن استعداد فرنسا للتعاون الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي مع العراق ، قائلا : "نرغب في التعاون على الاصعدة الاقتصادية والطاقة , واعادة البناء وتأهيل النخب العراقية , وبالإمكان مساعدة قوات الشرطة والأمن وتأهيل الجيش العراقي ، والمساعدة كذلك على الصعيد الدبلوماسي لاستعادة المكانة الدولية للعراق". وشدد على أن فرنسا ستكون إلى جانب العراق منذ البداية على طريق النجاح. وقال ساركوزي : "فرنسا تراهن على المستقبل ولا تنظر إلى الماضي ، الذي كان مؤلما لكل العراقيين". وقال مصدر من الإليزيه في بغداد أن الرئيس الفرنسي جاء ليقول أن بلاده تقف إلى جانب العراق , وتشيد بجهوده في ترسيخ الديمقراطية , والتقدم التدريجي في مجال استعادة السيادة ، والمصالحة الوطنية , وإعادة البناء". وحضر اللقاء عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي نائبا الرئيس العراقي ووزير الخارجية هوشيار زيباري , أما الرئيس الفرنسي فيرافقه وزير خارجيته برنار كوشنير. وتأتي زيارة الرئيس الفرنسي بعد عشرة أيام من إجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية ، والتي فاز بمعظمها رئيس الوزراء نوري المالكي. وأشاد العديد من قادة العالم بالانتخابات , وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما ، وذلك في الوقت الذي سجل فيه العراق تقدما في المجال الأمني. يذكر أن فرنسا كانت قد عارضت بقوة الحرب على العراق بقوة أثناء حكم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.