علمت «الشروق» أن رئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسى، سيعقد اجتماعا مع هيئته الاستشارية المكونة من 17 شخصا لبحث مستجدات المشهد السياسى الراهن، وعدد من القضايا الملحة، وسبل حلها، غدا، الثلاثاء. جاء ذلك فيما يعكف الفريق الرئاسى المعاون لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى حاليا على إعداد آلية لتدشين حوار مجتمعى واسع لن يقتصر فقط على الجوانب السياسية، بل يشمل النواحى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، للخروج من الأزمات الراهنة، ورسم خريطة طريق للمستقبل».
وكشف بسام الزرقا مستشار رئيس الجمهورية وعضو الهيئة العليا لحزب النور السلفى فى تصريحات خاصة ل«الشروق» عن أن الفريق الرئاسى من مساعدين ومستشارين بصدد إعداد تصور أوسع من مجرد الحوار السياسى، ليمتد إلى مختلف الجوانب الحياتية، من أجل الخروج من الأزمات الحالية، وللانطلاق بمصر إلى المكانة اللائقة بها».
وأوضح قائلا: نبحث تشكيل آلية مستمرة للحوار تتميز بالعمق، وفى هذا الإطار تم عقد جلسات مشتركة لمستشارى الرئيس، لكننا لن نعلن عن شىء إلا بعد إنضاجه بشكل كامل». ولم يذكر الزرقا موعدا لبدء سلسلة هذه الحوارات، لكنه قال: «الولادة وإن كانت قبل الموعد فهى تمثل خطرا على الجنين، كما أن تأخر الولادة يمثل خطرا على الجنين».
وتتزامن هذه التصريحات مع اجتماع يعقده عدد من ممثلى الأحزاب وشباب الثورة بينهم الدكتور أحمد البرعى نائب رئيس حزب الدستور، والدكتور زياد بهاء الدين عضو الهيئة العليا لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى مع نائب الرئيس فى مقر رئاسة الجمهورية، وحتى مثول الجريدة للطبع لم يكن الاجتماع قد بدأ.
وبحسب مصدر مطلع فإن هذا الاجتماع يأتى ضمن سلسلة اللقاءات والحوارات التى يجريها نائب رئيس الجمهورية المستشار محمود مكى مع الأحزاب وفئات وقوى فاعلة فى المجتمع والتى بدأها بلقاء مع رؤساء تحرير الصحف المختلفة؛ وذلك من أجل التوافق حول طريق تحقيق التقدم لمصر.
وكان الدكتور ياسر على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية دعا فى تصريحات سابقة ل«الشروق» على هامش مؤتمر صحفى عقده مؤخرا بمقر الرئاسة جميع المصريين إلى الحوار الجاد لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتنشيط الاقتصاد.
فى سياق متصل، كلف حزب «التحالف الشعبى الاشتراكى» اثنين من شباب الحزب وهما رامى صبرى وخالد عبدالحميد، لتولى مسئولية التفاوض مع شباب الأحزاب والائتلافات الثورية والاستقرار بشأن اتخاذ موقف موحد حول حضور اللقاء الذى دعت إليه مؤسسة الرئاسة متمثلة فى نائب الرئيس مع شباب الأحزاب والمزمع تنظيمه ظهر اليوم.
وقال رامى صبرى، عضو الأمانة العامة بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أنهم يتفاوضون مع شباب أحزاب الدستور والمصرى الديمقراطى والتيار الشعبى وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، وأن قرار مشاركتهم الذى يحسمونه خلال اجتماع مساء أمس لم يعقد حتى مثول الجريدة للطبع متعلق بتوافر الضمانات التى تكفل فعالية اللقاء ولا تجعل منه «مجرد مكلمة للدعاية وخلاص»، حسب قوله.
وأشار صبرى إلى أن من بين هذه الضمانات تحديد أجندة لجدول أعمال اللقاء وإعلان نتائج اللقاء على الرأى العام فور الانتهاء منه، ومن جانبه، قال خالد السيد، العضو بحركة شباب من أجل العدالة والحرية، إنهم سيتفقون خلال اجتماعهم مع شباب فى حال موافقتهم على حضور اللقاء حول جدول أعمال للقاء تحدد به قضايا رئيسية لن يخرج عنها اللقاء، أبرزها فتح تحقيقات جدية بشأن الأحداث الدامية التى شهدتها جمعة كشف الحساب ومحاسبة المتورطين بها، وإلغاء قانون فض الإضرابات والاعتصامات بالقوة، والاستفسار عن طبيعة الخطاب الذى تقدم به رئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسى، إلى الرئيس الإسرائيلى، شيمون بيريز، فضلا عن تنفيذ مرسى لتعهده السابق بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، ورأى السيد أنه قد يكون الهدف وراء تنظيم الرئاسة للقاء شباب الاحزاب «التغطية على أحداث العنف التى شهدتها البلاد الأسبوعين الماضيين»، مشيرا إلى تنظيم لمؤتمر صحفى عقب انتهاء اللقاء يعلنون خلاله ما تم خلال اللقاء وموقفهم تجاهه.