«لن يحدث تغيير فى علاقة حزب الحرية والعدالة بجماعة الإخوان المسلمين، ولا فى علاقته بالقوى السياسية الأخرى، أيا ما كان الفائز بأول انتخابات لرئاسة الحزب الجمعة المقبل»، على هذه النتيجة اتفق الدكتور كمال حبيب، وعلاء النادى، الخبيران فى شئون الجماعات الإسلامية، والدكتور كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى السابق. وتوقع الاثنين أن تقل نسبة الحزب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، بعد التصرفات غير المسئولة لقياداته وآخرها موقعة الجمل الثانية التى تم فيها الاعتداء على متظاهرى القوى السياسية فى ميدان التحرير، مما كرس للاستقطاب الحاصل فى المجتمع المصرى الآن.
وقال الدكتور كمال حبيب، إن يتوقع فوز الدكتور سعد الكتاتنى برئاسة الحزب، بالنظر لعدد التزكيات التى حصل عليها من أعضاء الحزب، مقابل ما حصل عليه منافسه الدكتور عصام العريان، بالإضافة إلى أن التيار الإصلاحى داخل جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسى، لم يستطع أن يرسخ أقدامه منذ جيل السبعينات الأول، وبالتالى تصبح نتيجة الانتخابات معروفة سلفا ولا تحتاج إلى اجتهاد، وهى فوز المحسوبين على الخط التنظيمى داخل الجماعة على حساب الإصلاحيين، ما يتفق مع التوجهات العامة للمجتمع المصرى الذى يتجه إلى المحافظة بشكل عام.
وتوقع حبيب أن يقل عدد المقاعد التى سيحصل عليها حزب الحرية والعدالة فى الانتخابات المقبلة، عما حصده فى السابق، بسبب امتلاء الفراغات السياسية التى كانت موجودة عقب الثورة مباشرة، موضحا أن تأسيس أحزاب إسلامية جديدة أبرزها حزب مصر القوية، وحزب مصر، وحزب الجبهة السلفية، وحزب الأمة، وكلها أحزاب ذات مرجعية إسلامية، سيأكل من رصيد الإخوان المسلمين، لكنه أكد أن نسبة الجماعة فى الانتخابات البرلمانية لن تنهار، لكنها لن تكون مثل الانتخابات البرلمانية السابقة.
وأشار حبيب إلى أن حدوث تحولات فى الجماعة وعلاقتها بالحزب أو علاقتها بالقوى السياسية الأخرى، لا يرتبط بفوز أى من المتنافسين (الكتاتنى والعريان)، لأن الجماعة مسيطرة على الحزب بشكل كامل، والأزمة الموجودة فى علاقة الجماعة والقوى السياسية ستنتقل للحزب، وتكرس حالة الاستقطاب المستمرة، فى خسارة للثورة والتيار الوسطى بشكل عام.
وأكد علاء النادى، أن التيار الإصلاحى داخل جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسه عصام العريان ومحمد البلتاجى وأقرانهما، ليس له امتداد أو نفوذ فى البنية التنظيمية للجماعة، خاصة أن الأول غير قادر على أن يكون صاحب مبادرة كعادته، فهو دائما يمسك بالعصا من المنتصف، ولا يريد أن يظهر كصاحب مشروع يتعارض مع الاتجاه العام داخل الجماعة، وليس لديه قدرة تنظيمية داخل الجماعة.
وأضاف أن التيار التقليدى لو أحس أن بقوة العريان والبلتاجى إذا اعتبرناهما ممثلين للتيار الإصلاحى داخل الجماعة، سيحاصرهما ويدفعهما للخروج، لكن التنظيم حتى الآن لم يستشعر الخطر من وجودهما، لكنه يستخدمهما كصورة لتواصل مع من هم خارج الإخوان، فيما لا يمتلك أى منهما مناصب قيادية أو فاعلة.
من جانبه، قال الدكتور كمال الهلباوى، المتحدث الرسمى باسم إخوان الخارج سابقا، إن نتيجة انتخابات رئاسة الحزب لن تغير من الوضع كثيرا، سواء فى علاقة الحزب بالجماعة أو علاقته بالقوى السياسية الأخرى، لأنه باستقراء المدة الماضية كلها، لم تقم الجماعة والحزب بما كان واجبا عليهما بأن يستقل الحزب بممارسة العمل السياسى استقلالا تاما، ويفتح أبوابه لأبناء الأمة من الوطنيين من غير المحسوبين على الإسلاميين، فيما لم تلتزم الجماعة بنقل الكوادر التى يحتاجها إليها الحزب ليقف على أقدامه.
وأشار إلى أن الحزب هو حزب الجماعة، ليس أكثر، ولا يتحرك إلا بإشرافها، ما سيؤدى إلى القضاء عليه.
وأضاف الهلباوى أنه وللأسف الشديد فإن الجماعة والحزب ساهما فى زيادة الاستقطاب والحزبية الراهنة فى الوطن، مخالفة لما نادى به الإمام حسن البنا، من مشروع يجمع الأمة ولا يفرقها، بعيدا عن الروح الحزبية القاتلة.