أعلن الأنبا بولا، رئيس لجنة الترشيحات، بعد شهور من التخمين والحروب بين المرشحين، استبعاد الأساقفة الأكثر نفوذًا وجدلا داخل الكنيسة، وهما الأنبا يؤانس، سكرتير البابا شنودة الثالث، والأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، والإبقاء على أسقفين فقط، هما الأنبا روفائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، والأنبا تاوضروس أسقف عام البحيرة، والرهبان الثلاثة روفائيل آفا مينا، وسارافيم السيرياني، وباخوميوس السرياني.
تحدى الأنبا باخميوس، القائم مقام البطريرك، مع عقله المدبر الأنبا بولا، أسقف طنطا والمتحدث الرسمى للكنيسة، قوة ونفوذ الأنبا يؤانس المدعوم من الأجهزة السيادية وأساقفة الصعيد وبعض أقباط المهجر، لكن الانقلاب على هذا الرجل القوي يلزمه أسقف بديل، فأصرت لجنة الترشيحات على عدم انسحاب الأنبا روفائيل، الذي هرب إلى الدير عندما ضغط عليه الأنبا باخوميوس والأنبا موسى، أسقف الشباب ومعلمه الروحي، للترشح فى الانتخابات البابوية.
وأصر الأنبا باخوميوس على استبعاد الأنبا بيشوي، المدعوم من الأنبا ارميا، سكرتير البابا شنودة السابق صاحب العلاقات السياسة مع جماعة الإخوان ومن قبلهم المجلس العسكري؛ بسبب كثرة الطعون عليه، والتي تتهمه بمهاجمته الشرسة للطوائف الأخرى، وأيضا حواراته الصحفية التى أثارت فتنة بين المسلمين والأقباط.
وحرص الأنبا باخوميوس على استبعاد الأنبا يؤانس مع الأنبا بيشوى، وعدم الابقاء على أحدهما لعدائهما الشديد، والحرب التى دارت بينهما في حياة البابا شنودة، فشعبية الأنبا يؤانس اكتسبها وسط أساقفة الصعيد بسبب صرامة الأنبا بيشوي، مما دفع أساقفة الصعيد إلى الاستعانة بالأنبا يؤانس للتوسط لدى البابا شنودة، ولأن الأنبا بولا، رئيس لجنة ترشيحات الانتخابات البابوية يعلم جيدا أنه لو ظل أحدهما مستمرا فى الانتخابات البابوية سيسرب الآخر الطعون لصفحات الجرائد والإعلام، بما يؤثر على صورة الكنيسة وسط شعبها والرأي العام.
ويعيش الانبا بفنتيوس، أسقف سمالوط المستبعد من الانتخابات البابوية أكبر ساعات سعادته، لأنه أدى مهمته بنجاح، وهي إخراج الأنبا بيشوي عدوه اللدود، والذي هاجمه فى العديد من مؤلفاته، فالمراقبون لانتخابات البابوية أكدوا أن دخول الأنبا بفنتيوس الانتخابات البابوية كان مثل دخول عمر سليمان لإخراج المهندس خيرت الشاطر، وليس سعيا وراء الكرسي.
واستقر الأنبا باخوميوس ولجنة الترشيحات بقيادة الأنبا بولا على 5 مرشحين، هم الأنبا روفائيل، أسقف وسط البلد، والذى لا يحب الظهور فى الإعلام، مقتنعا أن الأسقف في الأساس هو راهب لا يدخل فى دائرة الصراعات، والذي اعتذر عن استكمال المنافسة، ولكنه تراجع وسط إصرار الكنيسة، حيث سيخوض الأنبا روفائيل، أو «ميشيل عريان» اسمه قبل الرهبنة، والحاصل على بكالوريوس طب وجراحة من جامعة عين شمس، ليختار طريق الرهبنة عام 1990 فى دير العذراء البرموس، وتتلمذ على يد الأنبا موسى، أسقف الشباب، والذي يحظى بشعبية كبيرة وسط الأقباط.
ويأتي الأنبا تاوضروس، أسقف البحيرة ومساعد وتلميذ الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريرك، كثاني المرشحين، وهو «وجيه صبحي»، ولد عام 1952، وسلك طريق الرهبنة عام 1988 بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، رسم أسقفا عام 1997، وحاصل على بكالوريوس الصيدلية، ويتميز بمؤلفاته الروحية التي تصل إلى 12 كتابا.
وعن المرشحين الرهبان، اختارت لجنة الترشيحات القمص روفائيل أفامينا، تلميذ البابا كيرلس السادس، الذي ولد عام 1943، واختار طريق الرهبنة عام 1969 فى دير مامارمينا العجائبى بالإسكندرية، وحاصل على ليسانس حقوق جامعة عين شمس، ألف أكثر من 25 كتابا، ويحظى بشعبية نظرا لقربه من البابا كيرلس، الذي يعتبره الأقباط أعظم القديسين فى العصر الحديث.
أما الراهب الثاني، فهو باخوميوس السرياني، أو «ماجد كرم صالح»، والذي ولد عام 1963، وترهبن عام 1991 في دير العذراء بالسريان، حاصل على بكالوريوس علوم وتربية، يتميز بإجادته للغات، حيث خدم خارج الدير فى إيطاليا والعديد من الدول الأوروبية.
ويأتي القمص سرافيم السرياني، خامس المرشحين وثالث راهب ينافس على الكرسى البابوي، ولد «عزيز صالح» عام 1959، ورسم راهبا عام 1993، حاصل على بكالوريوس علوم، خدم فى المقر البابوي فى أمريكا لمدة 3 سنوات، و12 سنة فى كنائس بانجلترا، لذلك يحظى بشعبية وسط أقباط المهجر.