بعبقرية أداء وبخبرة فنية عصارة 45 عاما نجحت الفنانة كريمة مختار فى جذب الانتباه اليها وهى ضمن مجموعة كبيرة شاركوا فى بطولة فيلم «ساعة ونص» فبمشاعر فياضة أبكت الجمهور فى دور العرض وهى تحكى حكايتها هى وابنها الوحيد الذى يعمل «على باب الله» وتركها فى محطة القطار بعد أن أقنعها أنه وجد وظيفه مناسبة فى إحدى محافظات الصعيد وترك معها ورقة طلب فيها لمن يقراها أن يذهب بالأم إلى دار المسنين.. الفنانة كريمة مختار قالت «يعتقد البعض أن شخصية الأم هى شخصية نمطية خاصة تلك التى يهجرها ابنها ويقسو عليها بعد أن عاندته ظروف الحياة الصعبة ولكنى أرفض هذه الرؤية وأزعم أننى أكثر فنانة لعبت دور الأم فى السينما المصرية وأتحدى أن يصف احد ادائى بالنمطية فأنا حريصة على أن اقدم شيئا مختلفا كل مرة وأن أصنع شخصية أم جديدة لم يشاهدها الجمهور وربما هذا هو سر النجاح الذى أحققه مع الشخصية.
وبسؤالها من وراء ترشيحها لهذا الدور قالت «المنتج أحمد السبكى هو الذى اختارنى لهذا الدور ولم ينتظر ردى فهو يعتبر أن الموضوع انتهى لمجرد أن الشخصية تناسبنى وتحدث فى البداية مع ابنى معتز ليتفاوض فى الأجر فالسبكى يفاصل حتى النخاع وأول مرة دخل فيها بيتى بدأ حديثه معى أن العمل يضم 30 فنانا وهنا ضحكت فلقد فهمت مقصده ولكنى متعاطفة معه بكل تأكيد فالأجواء صعبه وغير مشجعه لاى منتج ومع هذا فهو يصر على عرض أفلامه وأن تدور عجلة الإنتاج كما أنه أهل ابنه كريم ليكون خير امتداد له وأرسله للخارج ليتعلم».
وعما إذا كانت راضية على وضع صورتها على أفيش العمل خاصة أنها سبق وأعلنت غضبها من طريقة وضع اسمها على أفيش فيلم الفرح بطولة جماعية وانتاج السبكى أيضا فقالت:
أولا يكفينى ردود الأفعال الرائعة التى تلقيتها ويتلقاها ابنى معتز الذى قال لى انه يصله يوميا رسائل على هاتفه المحمول من جميع أنحاء العربى يهنئونه على نجاحى فى «ساعة ونص» ولكن هذه المرة الثانية التى يخذلونى فيها رغم أننى تحدثت معهم فى هذا الموضوع واشترطت وضع صورتى بطريقه لائقة، فوجئت أن سمية الخشاب وماجد الكدوانى يتصدران الأفيش وسوسن بدر أيضا وصورتى تائهة وهو ما اعاد لى سؤالى الذى ظللت لسنوات طويلة مضت أردده دون إجابة.
وأكملت حديثها قائلة: فمنذ أن وقفت لأول مرة أمام كاميرا السينما عام 1967 فى فيلم ثمن الحرية أمام محمود مرسى اعتقدت أنه سيكون لى شأن كبير مع السينما وسيتم استغلال وجودى وأن أصبح من كبار نجوم الشاشة الكبيرة ولكن لا أعلم لماذا لم يحدث وبقيت هكذا محلك سر رغم شعورى بأهمية دور الأم الذى قدمته لسنوات طويلة وأذكر أنه أثناء عرض فيلم الحفيد اندهش البعض كيف ألعب دور أم منى جبر وميرفت أمين وحماة نور الشريف وأنا كنت فى سن لا تسمح بهذا ولكن بعد المشاهدة ردود الأفعال تغيرت كثيرا لنجاحى فى هذا الدور.
وعن الصعوبات التى واجهتها فى الفيلم الجديد قالت: «تخيلى الحر والزحام الشديد الذى كنا نواجهه أيام التصوير ورغم أن عدد أيام تصوير مشاهدى لم تتعد 8 أيام متفرقة لكنى كنت أشعر بالعذاب فنحن نصور فى محطة مصر بالفعل وسط عدد هائل من الكومبارس إضافة إلى أن المسافة بين المحطة والقطار صعبة عليا جدا وكان هناك حوالى 10 من الأفراد يحيطون بى وانا اصعد القطار حتى لا أقع إضافة إلى مشهد النهاية اثناء ذعر الناس خشية اصطدام القطار كان هناك زحام رهيب وكنت اركب الدرجة الثالثة وشعرت باختناق شديد».
وحول أدائها مشهد النهاية وهى تنادى الله قالت: القطار فى هذا الفيلم هو نموذج لمصر والخوف من سقوطها وهلاكها ومن غير الأم صاحبة الدعوة المستجابة لكى يستعين بها المؤلف ليختتم فيلمه بدعاء لله لكى ينقذ مصر ولقد أبدع المؤلف أحمد عبدالله الذى قدمت معه احسن اعمالى فى الفترة الأخيرة سواء الفرح أو الحارة وأخيرا ساعة ونص فى كتابة كلمات من القلب تعبر عنا جميعا وأنا أنظر للسماء وأدعى الله واتحدث اليه عن حال مصر وأقول له «أنت قادر وغيرك لا يقدر أن تنقذنا» وكنت أتحدث بقلبى اكثر مما ينطق به لسانى.
وعن تجربتها مع المخرج وائل إحسان قالت: من حسن حظى إننى تعاملت مع مخرجين شباب مثل وائل وقبله سامح عبدالعزيز وكلاهما رائعان ويؤكدان أن مصر ولادة والموهبة فيها ابدا لن تختفى وهناك ايضا جيل الممثلين الذين تعاونت معهم ملتزمين ومبدعين وأخص بالذكر إياد نصار الوحيد تقريبا الذى جمعتنى به مشاهد فلقد حرصت أن أجلس معه قبل التصوير أكثر من مرة حتى نتعرف على بعض فهناك فرق كبير فى العمر بيننا ولابد أن نقترب حتى نخلق الكيمياء الفنية المطلوبة.
وعن أعمالها الجديدة قالت: لأول مرة فى حياتى اقدم عملا للأطفال وهو مشروع كنت احلم به منذ نجاح شخصية «نونة» التى لعبتها فى مسلسل «يتربى فى عزو» والتى كان من المفترض أن تتحول إلى مسلسل كارتونى لكن اختلف المنتجون وكانوا من جنسيات عربية مختلفة وتوقف المشروع ومؤخرا انتهيت من تسجيل 5 حلقات لمسلسل كارتونى اسمه «توته نينا» تأليف شوقى حجاب وإخراج حمدى أحمد.