أكد عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن جميع الأرقام المتداولة حول الإنفاق السنوي للوزارة أرقام مغلوطة تمامًا، وكذلك الحال بالنسبة لأعداد السفارات والقنصليات المصرية. وكشف أنه رغم أن وزارة الخارجية هي وزارة سيادية، فإنها تدر للدولة دخلا لا يقل عن مليار و100 مليون جنيه سنويًّا، مضيفًا أن الخارجية الأمريكية تنفق أكثر من 150 ضعف ما تنفقه الخارجية المصرية، حسبما نقلت «العربية. نت».
وأعرب رشدي عن دهشته البالغة من استمرار عدد من المحللين والإعلاميين المصريين في ترديد تلك الأرقام الخاطئة، رغم إصدار الوزارة أكثر من بيان للرأي العام، على مدار الأشهر الماضية؛ لتوضيح حقيقة إنفاق وإيرادات الخارجية.
وأوضح أن إجمالي عدد البعثات المصرية في الخارج يبلغ 165 سفارة وقنصلية ومكتب رعاية مصالح ووفدًا لدى الأممالمتحدة، ويعمل فيها جميعها 508 دبلوماسيين ما بين درجتي السفير والملحق.
وشرح رشدي أن إجمالي عدد الدبلوماسيين المصرين العاملين في الخارج والداخل يبلغ 980 فردًا، يعاونهم طاقم مالي وإداري كفء يتم تعيينه في الوزارة وإيفاده للخارج عبر مرحلتين مختلفتين من الامتحانات التحريرية والشفوية.
وأشار إلى أن هذا العدد الضئيل يقوم برعاية مصالح ما بين 8 و10 ملايين مصري مغترب، بالإضافة إلى تمثيل مصر ورعاية مصالحها السياسية لدى الدول الأخرى والمنظمات الدولية واجتذاب الاستثمارات الأجنبية، وتشجيع السياحة، وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية، ودعم وحشد التأييد الدولي للقضايا العربية.
وذكر رشدي أنه أضيفت إلى هذه المهام مؤخرًا تنظيم الانتخابات في الخارج، علمًا أن أعضاء الخارجية هم الموظفون الوحيدون في الدولة الذين شاركوا في تنظيم الانتخابات دون تقاضي أو طلب مكافآت مالية.
وفيما يخص الشق المالي، أكد أن وزارة الخارجية لا يفترض قيامها بتحقيق عائد مالي، إلا أنها تدر للدولة إيرادات من المتحصلات القنصلية والتصديقات التجارية، تقدر سنويًّا بمبلغ مليار و100 مليون جنيه، وهي أرقام معلنة، وتنشر سنويًّا في الموازنة العامة للدولة.
وأشار رشدي إلى انخفاض حجم ونفقات التمثيل الخارجي المصري كثيرًا، مقارنة بحجم ونفقات البعثات الأجنبية على أرض مصر، حيث يفوق عدد الدبلوماسيين الأجانب العاملين في مصر عشرات المرات عدد الدبلوماسيين المصريين في الخارج.
وشرح أن هذا يترجم في صورة مئات الملايين من الجنيهات التي تنفقها السفارات الأجنبية في مصر سنويًّا بالعملات الصعبة في مصر، ما يساعد عددًا كبيرًا من المصريين، محذرًا من أنه في حالة تخفيض مصر حجم تمثيلها الدبلوماسي الخارجي ستخسر هذه الأرباح، "حيث من المؤكد أنه في مقابل كل سفارة مصرية تغلق في الخارج سيتم غلق سفارة أجنبية في مصر".