هدد الحرس الثوري الإيراني يوم الإثنين المتظاهرين بأنهم سيواجهون ردا "حاسما وثوريا" إذا واصلوا احتجاجاتهم ، وذلك في الوقت الذي ذكرت فيه التقارير أن حوالي ألف متظاهر إيراني قد بدأوا يتجمعون في وسط العاصمة الإيرانية طهران. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن حوالي ألف متظاهر تجمعوا الإثنين في ساحة هفت تير في وسط طهران ، متحدين قرار السلطات الإيرانية بحظر التظاهر ، في حين اتخذت شرطة مكافحة الشغب مواقع لمواجهتهم. وجاء في بيان للحرس الثوري أن "الحرس الثوري ، الباسيج ، وقوات الأمن والنظام مستعدة للقيام بتحرك حاسم وثوري من أجل (..) وضع حد للمؤامرة وأعمال الشغب" ، بحسب تعبيره. وهذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها الحرس الثوري تحذيرا من هذا النوع منذ بداية الاضطرابات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المطعون فيها في انتخابات 12 يونيو. واستهدف التهديد من سماهم البيان ب"كبار المسئولين والعناصر المخدوعة" ، والذين حملهم مسئولية الاضطرابات ، وهذا يعني رجال السياسة والمتظاهرين معا. كذلك وجه الحرس الثوري تحذيرا إلى قادة الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإسرائيل ، وندد بمواقفهم ، وطالب منهم الامتناع عن التدخل في الشئون الداخلية الإيرانية. ويعد الحرس الثوري قوة من حوالي 125 ألف فرد حسب معهد جينز البريطاني ، ويبدو أن لديه وحدة خاصة للتدخل في الخارج تدعى قوة القدس ، لكنه لم يؤكد رسميا وجودها. وأنشيء الحرس الثوري بعد ثورة 1979 على يد مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني الذي كان يخشى من تضعضع ولاء الجيش للنظام الجديد. ولا يشكل الحرس الثوري الموالي للمرشد الأعلى جسما متماسكا ، حيث أن أول قائد له طوال 16 سنة محسن رضائي كان هو نفسه المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية ضد محمود أحمدي نجاد ، وقد طعن في شرعية الاقتراع. في الوقت نفسه ، دعت الشرطة الإيرانية يوم الاثنين أيضا في نداءات بثها التليفزيون ونقلتها على الأقل وكالة أنباء واحدة إلى الوشاية بمن سمتهم ب"المشاغبين" الذين يشاركون في مظاهرات المعارضة للتعرف عن هوياتهم. وقال النداء الذي بثه التليفزيون الرسمي إن "على المواطنين تقديم كل المعلومات والصور التي بحوزتهم للشرطة لاعتقال المشاغبين". وعرض التليفزيون أرقام هاتف جهاز الطواريء في الشرطة وثلاثة أرقام خاصة وعناوين إليكترونية ، وأعلنت الشرطة من جانبها أن "بعض المشاغبين" قد تم اعتقالهم بالفعل "بمساعدة مواطنين". ومن جانبها ، أنشأت وكالة فارس القريبة من الحكومة عبر موقعها على الإنترنت قسما خاصا أطلقت عليه اسم "أبلغوا عن المشاغبين"! وعرضت صفحة الموقع صور 15 شخصا يبدو أنها التقطت خلال المظاهرات وأحيطت بدوائر حمراء وكتب إلى جانب كل صورة "المشاغبون في اضطرابات طهران الأخيرة". وكانت إذاعة طهران الرسمية قد ذكرت صباح الإثنين أن 457 شخصا اعتقلوا السبت خلال المظاهرات في وسط العاصمة احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.