تصنيف الكونفدرالية - الزمالك على رأس مجموعة وقد يرافق المصري    وكيل الطب البيطري بالمنيا يتفقد مزرعة الجاموس النموذجية للاهتمام بالثروة الحيوانية    أستاذ هندسة طاقة: الهيدروجين الأخضر يؤدي لانعدام الانبعاثات الكربونية بالجو    طرح 70 ألف وحدة لمنخفضي الدخل قريبًا.. الإسكان الاجتماعي: لا صحة لمقترح الإيجار التمليكي    خلال لقائه نظيرته السلوفينية.. عبد العاطي يؤكد تضامن مصر مع لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية    وزير الخارجية يلقي كلمة مصر في قمة المستقبل ضمن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة    سفيان رحيمى يعلق على مواجهة الأهلى فى كأس الإنتركونتننتال    بالصور .. الأنبا مقار يشارك بمؤتمر السلام العالمي في فرنسا    سيراميكا كليوباترا يعلن التعاقد مع لاعب الأهلي    غدا.. أولى جلسات محاكمة الفنان عباس أبو الحسن بتهمة دهس سيدتين في الشيخ زايد    مجد القاسم يشعل أجواء مهرجان الغردقة لسينما الشباب.. صور    النجوم يتفاعلون مع مجد القاسم على أغانيه بحفله فى مهرجان الغردقة لسينما الشباب    قوات الاحتلال تقتحم بلدة الريحية جنوب الخليل بأكثر من 100 جندي    تفاصيل الحلقة ال 6 من «برغم القانون»..القبض على إيمان العاصي    هل يجوز قضاء الصلوات الفائتة جماعة مع زوجي؟.. سيدة تسأل والإفتاء تجيب    صحة المنوفية لمصراوي: إصابات فيروس A في الباجور لا تصل لمرحلة التفشي    هل متحور كورونا يمثل خطرًا كبيرًا؟.. رئيس اللجنة العلمية يوضح    "أسطورة من الأساطير المصرية".. أول تعليق من بيراميدز على إعتزال أحمد فتحي    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة باريس الدولية للإسكواش    تأثير مجتمع القراءة «الافتراضى» على الكتاب    إعلام عبرى: إدارة بايدن أبلغت إسرائيل عدم دعمها دخول حرب شاملة    محمود سعد: الصوفية ليست حكراً على "التيجانية" وتعميم العقاب ظلم    خبير شؤون إسرائيلية يكشف خلافات داخلية بسبب الوحدة 8200 بجيش الاحتلال    مواجهات نارية.. تعرف على جدول مباريات الأهلي والزمالك في دوري الكرة النسائية    محافظ أسوان يكشف مفاجأة بشأن الإصابات بالمستشفيات.. 200 فقط    "صعود أول 3 فرق".. اتحاد الكرة يعلن جدول وشروط دوري المحترفين    عبد الرحيم علي عن تشكيل حكومة يمينية متطرفة بفرنسا: "ولادة متعثرة".. وإسناد الداخلية ل"برونو روتايو" مغازلة واضحة للجبهة الوطنية    رئيس جامعة بنها يستقبل وفدا من حزب حماة الوطن    رئيس جامعة أسيوط يستجيب لأسرة مواطن مصاب بورم في المخ    بالفيديو.. خالد الجندي يرد على منكرى "حياة النبي فى قبره" بمفأجاة من دار الإفتاء    استبعاد مديري مدرستين بمنطقة بحر البقر في بورسعيد    العربية للتصنيع تحتفل بأبناء العاملين والعاملات من المتفوقين بالثانوية العامة    حمدي فتحي يصنع.. الوكرة يسجل في شباك الريان بالدوري القطري (فيديو)    محافظ بورسعيد: انطلاق الدراسة الأسبوع المقبل بمدرسة قرية "2" بعد تطويرها    دون مصطفى محمد.. تشكيل نانت الرسمي لمواجهة أنجيه في الدوري الفرنسي    عاجل| مصر تحذر المواطنين من السفر إلى إقليم أرض الصومال    الجنايات تعاقب "ديلر العجوزة" بالسجن المؤبد    يسرا تحيي ذكرى وفاة هشام سليم: يفوت الوقت وأنت في قلوبنا    سفير الصين: 282 مليار دولار حجم التجارة مع أفريقيا بزيادة 26 ضعفا منذ 2000    وزارة العمل تنظم ندوة توعوية بقانون العمل في المنيا    مسؤول أمني إسرائيلي كبير: الوضع الحالي في الضفة الغربية يقترب من نقطة الغليان    رئيس جامعة حلوان يشارك في مؤتمر دولي بفرنسا لتعزيز التعاون الأكاديمي    الاحتلال الإسرائيلي يواصل تقليص المساعدات إلى غزة    ضبط فتاة زعمت تعدى 5 أشخاص عليها لزيادة نسب المشاهدات    الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة    التعليم العالي: بحوث الإلكترونيات يطور منظومة تصوير بانورامي ثلاثي الأبعاد    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات عربية وأجنبية    الرئيس السيسى يتابع خطط تطوير منظومة الكهرباء الوطنية وتحديث محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين بشكل عام.. ويوجه بمواصلة جهود تحسين خدمات الكهرباء بالمحافظات    الصحة تنظم ورشة عمل لبحث تفعيل خدمات إضافية بقطاع الرعاية الأساسية    قبل «رضا» ابن إسماعيل الليثي.. نجوم فقدوا صغارهم في عمر الزهور    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 150 مواطنا بقافلة طبية بالأقصر    المنوفية تستعد لتدشين المبادرة الرئاسية "صحة وطن"    طالب يسأل والمحافظ يجيب في طابور الصباح.. «سأجعل مدارس بورسعيد كلها دولية»    بالبالونات والشيكولاتة، مدرسة ابتدائية بالغربية تستقبل التلاميذ في أول أيام العام الدراسي (بث مباشر)    بداية فصل الخريف: تقلبات جوية وتوقعات الطقس في مصر    انتظام الطلاب داخل مدارس المنيا في أول يوم دراسة    "كلامه منافي للشرع".. أول تعليق من على جمعة على تصريحات شيخ الطريقة الخليلية    اللهم آمين | دعاء فك الكرب وسعة الرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكتوبر فى عيون «وقحة»
الإسرائيليون «يجلدون أنفسهم» على حرب «كان يمكن تجنبها»
نشر في الشروق الجديد يوم 04 - 10 - 2012

فى الوقت الذى تعانى فى المكتبة العربية من قلة عدد الدراسات والمؤلفات التى تتناول حرب أكتوبر، يصدر فى إسرائيل سنويا عشرات الكتب التى تتناول جانبا مهما من الحرب التى ينقسم الإسرائيليون حولها.

ويتراوح الإسرائيليون بين فريق يرى أن الحرب «لم يكن فيها خاسر أو رابح من الناحية العسكرية، لكن إسرائيل خسرت سياسيا»، فيما يرى الفريق الآخر أن «إسرائيل خسرت المعركة السياسية، وربحت المعركة العسكرية بالنظر إلى الخسائر المادية التى ألحقتها إسرائيل بمصر وسوريا».

ومن بين ما صدر عن دور النشر العبرية، نستعرض ثلاثة من أهم الكتب التى تتناول حرب أكتوبر المجيدة، أو «حرب الغفران»، كما يطلق عليها اليهود.

«هذا أرفضه هذا ينقصنى».. هكذا تخبطت جولدا مائير «لن نقبل تلك المبادرة» هذه الجملة قالتها جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل لهنرى كيسينجر، مستشار الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومى، حين توسل إليها أن تقبل مبادرة السلام التى عرضها الرئيس الراحل أنور السادات فى 28 من فبراير 1973، لكن مع وصول الأنباء عن نشوب حرب السادس من أكتوبر كان كلام جولدا مائير مختلفا إذ قالت «هذا ما ينقصنى». «بهذه العبارات يفتتح يجأل كيفنيس كتابه «الطريق إلى الحرب»، ويتناول الكتاب الأخطاء التى ارتكبتها القيادة السياسية الإسرائيلية فى تلك الفترة، وأدت إلى هزيمة إسرائيل فى الحرب «فإذا كانت الحرب قد فاجأت الجيش الإسرائيلى كما يقول المؤلف فإنها لم تفاجئ القيادة السياسية، إذ حاول كل من جولدا مائير، رئيسة الحكومة، ووزير الدفاع موشيه ديان، والوزير بلا وزارة يسرائيل هجاليلى، إفشال مبادرة السلام المصرية السرية التى طرحها حافظ إسماعيل، مبعوث الرئيس السادات على هنرى كيسنجر فى فبراير 1973.

نشرت المعلومات الأولى عن تلك المبادرة فى يوم الجمعة الموافق 16 من أكتوبر 1973، ونشرها الصحفى الإسرائيلى يوسف حاريف فى عموده السياسى بصحيفة معاريف، حيث تحدث عن مكالمة هاتفية طويلة وقاسية بين رئيسة الحكومة جولدا مائير، وإسحاق رابين الذى أنهى فى ذلك الوقت عمله كسفير لإسرائيل فى الولايات المتحدة: «حاول رابين كما يروى حاريف إقناع جولدا أن مبادرة السلام المصرية الجديدة هى فكرة تستوجب بحثا جديا، وردد على مسامعها كلام هنرى كيسينجر بأن المبادرة المصرية تضم أمورا جديدة ومهمة، وأن على إسرائيل أن تدرسها بجدية، لكن جولدا رفضت بشدة وقاطعت رابين قائلة، إنها لا تضم أى شىء جديد، والسفير الذى سيحل مكانك سيهتم بأن يخفى الأمريكيون هذه الأفكار غير المقبولة إنها مناورة سياسية من جانب المصريين لإلهائنا عن مخاطر الحرب».

وفى اليوم التالى امتلأت الصفحات الأولى فى الصحف بتفاصيل عن المبادرة المصرية، وعن المناوشات بين رئيسة الحكومة والسفير السابق فى الولايات المتحدة، وتحدث المعلقون السياسيون عن إمكانية أن تفسد هذه المناوشات فرص رابين فى دخول الحكومة بعد إجراء الانتخابات فى شهر أكتوبر.

كان موضوع المبادرة معروفا لدى الإسرائيليين فى ذلك الوقت، لكنهم كانوا يجهلون تفاصيلها والطريقة التى تعاملت بها القيادة السياسية الإسرائيلية معها، وهو ما يكشف عنه الكتاب: «تقوم المبادرة على فتح قناة للتفاوض بين مصر وإسرائيل بواسطة الولايات المتحدة، وأن تنسحب إسرائيل من قناة السويس وتعترف بسيادة مصر على كل سيناء، وأن تقبل مصر بتسويات أمنية، وعلى ما يبدو وافقت مصر على وجود إسرائيلى لفترة محدودة فى شرم الشيخ وفى أماكن أخرى، وأخيرا الإعلان عن (حالة السلام) بين الدولتين التى ستتحول إلى سلام كامل عندما توقع إسرائيل على اتفاقيات مع الدول العربية الأخرى». ومن المهم فى تفاصيل المبادرة المصرية أن حافظ إسماعيل حدد موعدا «ينبغى التوصل قبله إلى تفاصيل التسوية الشاملة، وهو سبتمبر 1973، وقد اتضح فيما بعد أهمية هذا الموعد، إذ كان جزءا من محاولة السادات تحريك المسار السياسى الذى سيعيد له سيناء، فإذا لم يكن بالطرق السلمية كانت الحرب».

ويقتبس مؤلف الكتاب عددا من الوثائق لكى يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن جولدا مائير «كانت مقتنعة بأن المقصود مناورة سياسية خادعة من قبل المصريين، وغطاء لاستعداداتهم للحرب، وكانت جولدا تخاف من حرب يموت فيها آلاف اليهود، فقد اعترفت فى مقابلة مع صحفى أمريكى فى ذلك الوقت بأن اليهود يعانون من (عقدة معسكر أوشفيتس) ومن عقدة مذابح روسيا».

وحتى لا تؤدى المبادرة إلى تسويات سلمية تعرض سياسة الوضع الراهن للخطر، ولكى لا يكون لهذه المبادرة تأثير على الانتخابات الإسرائيلية، » عملت جولدا فى جبهتين: الأولى الضغط على الإدارة الأمريكية حتى لا تسرع بدفع تلك القناة الجديدة التى اقترحها السادات وهو الموقف الذى تبناه كيسنجر ونيكسون لسبب ما، والثانية هى محاولة تقليل عدد من يعرفون بأمر هذه المبادرة وبالفعل أطلعت جولدا وزيرين فى حكومتها على تفاصيل المبادرة هما وزير الدفاع موشيه ديان، والوزير بلا وزارة يسرائيل جاليلى، ولم تطلع وزير الخارجية، أبا إيفين أو رئيس الأركان، أو رئيس شعبة الاستخبارات فى الجيش إيلى زعيرا، أو رئيس الموساد تسفى زامير»، والأخيران فوجئا عندما عرض عليهما مؤلف الكتاب الوثائق التى تتحدث عن اتصالات بشأن المبادرة، وأقرا بأنهما لم يضطلعا عليها من قبل.



الأسئلة الحائرة.. حول حرب «يمكن تجنبها»

والكتاب الثانى الذى صدر عن حرب أكتوبر هذا العام وبالتحديد منذ عدة أسابيع «حرب يوم الغفران: الحرب التى كان يمكن تجنبها»، والمؤلفان هما مؤرخان إسرائيليان شهيران هما بوعز فنتيك، أستاذ التاريخ فى معهد أحافا، والثانى البروفيسور دانى شالوم، أستاذ التاريخ فى جامعة بن جوريون.

ويركز الكتاب على الجهود التى بذلها روجرز، وزير الخارجية الأمريكية، للتوصل إلى اتفاقية مرحلية بين مصر وإسرائيل خلال عام 1971، والدور الذى لعبه هنرى كيسنجر فى إفشال هذه الجهود، ويعتمد المؤلفان على مجموعة من الوثائق الأرشيفية الأمريكية والإسرائيلية التى كشف عنها مؤخرا، ويطرح المؤلفان عددا من الأسئلة المهمة، ويقدمان إجابات عليها ومنها: «هل كانت حرب يوم الغفران ضرورة فرضها الواقع، أم كان بمقدور إسرائيل والولايات المتحدة تحاشى نشوب الحرب التى حصدت كثيرا من الضحايا»؟

«كيف نجح الدكتور هنرى كيسنجر، مستشار الأمن القومى فى نسف الجهود التى التى بذلتها وزارة الخارجية الأمريكية، للتوصل إلى اتفاقية مرحلية بين مصر وإسرائيل فى عام 1971»؟

«هل كانت هذه الاتفاقية المرحلية تسمح لإسرائيل بالاستمرار فى الاحتفاظ بمناطق واسعة من سيناء وفى الوقت نفسه تمنع نشوب الحرب»؟

«هل رفضت جولدا مائير فعلا جميع المبادرات السياسية التى طرحت على الطاولة فى السنوات التى سبقت الحرب»؟

«هل كانت سياسات البيت الأبيض فى منطقة الشرق الأوسط خلال عام 1973 عنصرا مساعدا فى اندلاع الحرب»؟

ويتهم الكتاب صراحة كلا من جولدا مائير وهنرى كيسنجر بالوقوف وراء فشل جهود روجرز والعمل من أجل نسفها، مستندا إلى «تأثيره الكبير على الرئيس نيكسون الطامع فى أصوات اليهود، مع اقتراب عام الانتخابات الأمريكية عام 1972»، وقد اعترف كيسنجر صراحة بذلك فى يونيو عام 1975 خلال لقائه زعماء الجالية اليهودية فى الولايات المتحدة حيث قال: «لو أن إسرائيل وافقت على وجود 1000 جندى مصرى على الضفة الشرقية للقناة لكان من الممكن تنفيذ الاتفاقية المرحلية وتحاشى الحرب التى اندلعت بعد ذلك بعامين»، وخلال اللقاء عبر كيسنجر عن ندمه لأنه لم يدعم بما فيه الكفاية جهود وزارة الخارجية عام 1971.



كابوس المزرعة الصينية

كانت معركة المزرعة الصينية مصدر إحباط للعسكرية الإسرائيلية، وتركت فى نفوس من شاركوا فيها وبقوا على قيد الحياة جرحا لم يندمل حتى الآن، يمكن القول إن هذه المعركة حظيت بأكبر عدد من الدراسات والأبحاث والمؤلفات عن حرب أكتوبر بل إن التليفزيون الإسرائيلى عرض فى بداية هذا العام فيلما طويلا عن هذه المعركة تناول ذكريات القادة والجنود عنها.

وقبل شهر تقريبا صدر كتاب « المزرعة الصينية: معركة الدبابات الكبرى فى سيناء التى حسمت حرب يوم الغفران «للصحفى الإسرائيلى» إبلان كفير الذى شارك فى معركة المزرعة الصينية جنديا فى قوات المظلات التى عبرت قناة السويس بعد ذلك متجهة إلى مدينة السويس، ويستعرض الكتاب المعارك التى خاضها اللواء 14 الإسرائيلى المدرع بقيادة أمنون ريشيف فى المزرعة الصينية والتى استمرت ثلاثة أيام من 15 حتى 18 أكتوبر، وانتهت باحتلال المزرعة مما مهد الطريق لعبور الدبابات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية للقناة.

يقدم إيلان كفير فى كتابه الصورة التى يرغب القارئ الإسرائيلى فى سماعها، صورة الجندى الإسرائيلى الشجاع الذى قاتل فى ظروف صعبة حتى تمكن فى النهاية من تحقيق النصر وقد أدت به الرغبة فى المبالغة إلى إيراد بعض الأكاذيب التى تثير السخرية، ومن ذلك قوله إنه خلال اليومين الأولين للحرب واجه اللواء 14 الإسرائيلى بمفرده تقريبا قوة مصرية مكونة من 90 ألف جندى و800 دبابة عبرت القناة، فكيف يمكن للواء بمفرده لا يزيد عدده على 5000 على مواجهة 90 ألفا؟

وقع المؤلف رغم أنه صحفى كبير متخصص فى الشئون العسكرية وله عدد من المؤلفات فى عدد من الأخطاء المتعلقة بالأحداث والأسماء والأماكن والرتب العسكرية بل وحتى الفارق الزمنى بين حربى يونيو 1967 وحرب أكتوبر، ومن الأخطاء التى وقع فيها القول أن جنودا سودانيين شاركوا فى الحرب أو قوله إن آرييل شارون فى صباح يوم 15 أكتوبر جمع قادة الألوية والضباط الكبار وأطلعهم على السر الخطير: سنعبر القناة هذه الليلة فى حين تشير المراجع الإسرائيلية أن قادة الألوية قاموا قبل يومين من ذلك بتجميع قوارب عبور القناة وسحب الجسر المتحرك.


جندى فى «لواء التحطيم»: حسابى مع إسرائيل وليس مع المصريين الذين حطمونا

اندلعت الحرب فامتلأت الصحراء بمصريين «مجانين» المشاة المصريون تسللوا إلى الحصن وألقوا علينا قنابل دخاندافيد سنيش يعمل الآن طبيبا نفسيا وأستاذا جامعيا، يدعم رفض الخدمة العسكرية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.. كان سنيش جنديا فى التاسعة عشرة من عمره عندما اندلعت الحرب وسقط فى الأسر يوم 9 أكتوبر، ليقضى فى الأسر 40 يوما.. قدم سينش شهادته فى برامج تليفزيونية وندوات ولقاءات صحفية، والتى قال خلالها:

الأمر المتناقض هو أنك تحصل على الحياة من عدوك ممن كان فى لعبة الموت معك. إن لى حسابا مع الدولة وليس مع المصريين فهم أعداء وتصرفوا كعدو. كنت فى لواء أصبح يسمى التحطيم لأن المصريين حطمونا.

فى صباح يوم الغفران استبدلت نوبة لى فى المطبخ من أجل الخروج مع زميل فى نزهة عند مياه القناة، وفى الساعة الواحدة عدت إلى الوحدة. وبعد اندلاع الحرب بنصف ساعة تلقينا الأوامر بالتجمع فى أحد الحصون. وفجأة بدأ كل شىء يحترق. امتلأت الصحراء بمصريين مجانين ونحن محبوسون فى ظلمة الحصن.

حاصر المصريون الحصن الذى كنا فيه وقصفونا بشكل متواصل بالمدفعية. وفى صباح اليوم الثالث قاموا بمحاولة مركزة لاقتحام الحصن، فاضطررنا إلى اللجوء إلى الحجرة المحصنة وبحثنا عن المنفذ المعد للهروب، ولكن قوة من المشاة المصريين تسللت إلى الحصن وألقت علينا قنابل دخان. كان القادة يصرخون فينا تنفسوا فقط، وأجبرتنا قنابل الدخان على الخروج. كانت هذه لحظات مصيرية بالنسبة لنا. فقد فهم زملاؤنا الذين يجيدون اللغة العربية أن الجنود المصريين فى حيرة بين أن يقتلونا أو يجمعونا هناك. لم يستوعب وعيك بعد أنك فى الأسر، لكنك تشعر أنك دون جسد وأنك كيان يطير.

ويقول دافيد سنيش فى موضع آخر من شهادته لم أمكث فى أسر العدو سنوات، ولكن 40 يوما فقط لا تشعر بها إلا بعد أن تنتهى، فأنت لا تعرف سلفا أن الأسر سينتهى، فهو يستمر ويتواصل وأنت لا تدرى حتى متى. بالنسبة لك يتغير معنى الزمن، فأنت تظل فى معاناة وضائقة نفسية لا تنتهى.

عاد سينش إلى إسرائيل بعد أربعين يوما قضاها فى الأسر فى القاهرة التى كانت وقفة التحقيق الأول معه، حيث يزعم أنه تعرض خلال أسره لتعذيب نفسى وبدنى رهيب. وبعد وصوله إلى إسرائيل قامت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بالتحقيق معه، ثم حققت معه لجنة من أطباء التأمين الاجتماعى.




مذكرات جندى إسرائيلى «مرعوب» على خط النار


يروى الجندى الإسرائيلى عافار درور، ذكرياته عن حرب أكتوبر المجيدة، لتغلف كلماته «أجواء من الرعب» عن تلك الأسطورة التى انهارت على حد تعبيره وساعات الخوف التى عاشها على الجبهة فى مواجهة الجنود المصريين.. وعافار درور، كان التحق بالخدمة فى الجيش الاسرائيلى فى فبراير 1973، حيث تلقى تدريبا استمر حتى شهر سبتمبر، أى قبل شهر من اندلاع الحرب، ثم نقل إلى سيناء ملتحقا بالسرية العاشرة التابعة لكتيبة المشاة الميكانيكى 79.

يقول عافار: فى يوم 4 أكتوبر أعلنت حالة التأهب القصوى وألغيت جميع الإجازات، جمع قائد الكتيبة المقدم مونى نيتسانى جميع جنود الكتيبة وأخبرنا أن هناك مناورة ضخمة ينفذها الجيش المصرى، وأن حالة التأهب قد فرضت من أجل ردع المصريين من أن تتحول المناورة إلى عملية حقيقية وعبور للقناة. ثم ختم قائد الكتيبة بالقول: أعتقد أن الحرب ستنشب. كانت التعليمات الأولى التى أصدرها قائد الكتيبة، إخراج جميع المركبات المدرعة من المعسكر ونشرها فى منطقة مفتوحة بعيدة عن المعسكر تحت شباك التمويه. وعندما هاجمت الطائرات المصرية بعد يومين أى فى يوم 6 أكتوبر معسكر الكتيبة والمطار القريب كنا تحت الشباك الخداعية, ويبدو أننا كنا الكتيبة الوحيدة فى سيناء التى استعدت بهذا الشكل.

وحتى يوم 15 أكتوبر بقينا فى خط النار، وانحصرت عملياتنا فى إخلاء الجرحى، وإصلاح المدرعات المصابة وتلقى ضربات الطائرات المصرية، ونجحنا فى الحالتين بالتعاون مع قوات أخرى فى إسقاط بعض الطائرات المغيرة.

فى يوم 15 أكتوبر أخبرنا أننا سنتحول إلى الهجوم. حتى ذلك اليوم دارت المعارك من مواقع ثابتة. وإذا كانت قواتنا قد نجحت فى تدمير عدد من المدرعات المصرية، فإن المعركة دارت على جبهتنا. لقد تربينا على الشعارات المعروفة التى تقول إن سلاحنا الجوى سيدمر الطائرات المصرية، وأن القتال على الأرض سينتقل إلى ميدان العدو. فى حين أنه فى الواقع ومنذ أسبوع نتعرض لهجوم من طائرات العدو، دون أى رد من قواتنا ،كما أننا نقاتل المصريين فى ميداننا.

فى الساعة 17:00 من صباح 15 أكتوبر صدرت الأوامر بالتحرك. كانت الفكرة الرئيسية للهجوم أن يتحرك اللواء ليلا فى طابور من ثلاث كتائب لتطويق محور «عكافيش» فى الجنوب، والوصول إلى القوات المصرية من الخلف عند المحور المقابل لمحور القناة. سرت سعادة بين الرفاق أننا سنكون الكتيبة الثالثة فى الطابور، ولن نكون أول من يلقى به فى خط النار.

مرت الكتيبة الأولى والثانية بنجاح من وراء القوات المصرية، واتضح أن المصريين أخذوا وقتا كى يدركوا أن القوات المتحركة من خلفهم هى قوات إسرائيلية. وعند الساعة 20.30 تقريبا أفاق المصريون من المفاجأة وأعدوا لنا الكتيبة الثالثة الاستقبال الرئيسى. وعندما وصلنا إلى محور القناة فتحت علينا النار من جميع الأسلحة من مسافات قصيرة جدا.

كانت تلك جهنم رهيبة وواحدة من أقسى الليالى التى قضيتها فى الحرب. بدأت شبكة الاتصال التى كانت صامتة طيلة تحركنا تعمل، ترددت تقارير كثيرة عن إصابة دبابات، وعن جرحى كثيرين تركوا دباباتهم، ويتحركون على الأقدام بين الدبابات والمدرعات المصابة.

خلال محاولتى للحاق بسرعة بالدبابة التى أمامى رأيت وميضا شديدا من النار فى برج تلك الدبابة التى توقفت. تخطينا تلك الدبابة وواصلنا السير بسرعة. وجدنا أنفسنا نسير بمفردنا على طريق القناة الضيق. حاولنا الاتصال بقائد الكتيبة لكنه لم يرد علينا. واتضح لنا أنه حدث انقطاع بين دبابات الكتيبة بلغ عدة كيلومترات داخل منطقة تحت سيطرة المصريين.

أذكر جيدا خلال الرحلة الوميض الشديد الذى مر قريبا جدا من رأسى فأغلقت عينى بشكل عفوى. وعندما فتحتهما لم أر شيئا ولم أر إلى أين أقود المدرعة. كانت تلك على ما يبدو قذيفة أو دانة مرت قريبة للغاية من المدرعة. وبعد بضعة ثوان أطلقت قنبلة ضوئية فوقنا وقد ساعدنى الضوء جدا على زيادة سرعة المدرعة فى هذا الظلام المطبق، ولكنه ركز علينا إطلاق النار. ضغطت على دواسة الوقود بأقصى درجة حتى نخرج بسرعة من هذه المنطقة المضاءة. كانت تلك لحظات طويلة جدا إلى حد أننا لحقنا بسرعة بباقى القوة بالقرب من الدبابة التى اصيبت عند المحور قبل ذلك. وجدنا هناك أربع دبابات ومدرعات مصابة بجوار بعضها. واتضح أن الدبابات التى انطلقت خلفنا، وحاولت مثلنا أن تتخطى الدبابة المصابة عند المحور قد أصابتها الألغام. وهكذا نشأت نقطة اختناق على الطريق للدبابات المصابة، الأمر الذى منع باقى القوة من مواصلة الطريق شمالا والانضمام للدبابات المتفرقة على جبهة القتال.

وفى ساعة متأخرة من الليل اكتشف المصريون «موقف» الدبابات والمدرعات المصابة على الطريق، فأمطروه بوابل من الصواريخ من الشمال. أصيبت الدبابات مرة ثانية وبدأ بعضها ينفجر. شهد موقف الدبابات كثيرا من الأعمال البطولية: فقد واصل أطقم الدبابات إطلاق قذائفهم فى كل اتجاه بينما كانت دباباتهم تحترق، فى حين قامت مجموعات أخرى بإخلاء المصابين من داخل الدبابات، وأخرجوا منها الخرائط وأجهزة الاستقبال والإرسال حتى لا تقع فى يد العدو.

ابتعدنا 200 متر تقريبا فى اتجاه الجنوب حتى لا نصاب من انفجار الدبابات (كان لدينا فى هذه المرحلة داخل المدرعة ثلاثة أصيبوا بشظايا بعضها من الأجزاء المعدنية للدبابات المنفجرة) وبالتوازى مع ذلك دخل أطقم الدبابات فى معركة بالرشاشات مع رجال مشاة مصريين كانوا قريبين منا جدا.

وبعد أن مكثنا ساعة فى هذا المكان رأينا شبحا يتقدم نحونا من أحد المتاريس الموجودة على يمين الطريق. تحرك الشبح ببطء ولم تكن حركته فى اتجاه مباشر. وكان الرد الفورى من الرجال هو إطلاق النار. كان هناك شىء مخيف ومثير فى الشبح الذى يسير نحونا فى الظلام ويتوارى من إطلاق النار. عندما اقترب الشبح قليلا تحققت من أنه لا يحمل سلاحا، فصحت فى الرجال لا تطلقوا النار. وعندما وصل الشبح إلى مقدمة المدرعة وانهار إلى جوارها. نزل أحد الرفاق من المدرعة واكتشف أن الشبح هو أحد أطقم دباباتنا وقد ترك دبابته بعد أن أصيبت. اتضح لنا أنه يوجد فى «موقف الدبابات» مصابون آخرون.

فهمنا من خلال الاتصال أن الوضع خطير، فقد بقى قائد الكتيبة مع ثلاث دبابات سليمة فقط، وكان فى حاجة إلى دعم عاجل من الدبابات. وفجاءة لاح لنا من ناحية الجنوب تسع دبابات حديثة من طراز مجاح 6 إيه (دبابة باتون الأمريكية) وهو أحدث طراز فى ذلك الوقت. تخطتنا سرية الدبابات من يسار المحور وواصلت طريقها شمالا. شعرنا بالفرح من الدعم غير المتوقع. ولكن لم تمر سوى عشر دقائق حتى رأينا طابور الدبابات اللامعة يسير عائدا فى الاتجاه الذى جاء منه. كان ذلك صفعة جادة لنا وشعرنا أننا مهملون.

مررنا بمحطة لتجميع الجنود المصابين تابعة لإحدى كتائب المدفعية. كان ذلك مع بزوغ الشمس والهدوء يغلف الأجواء والضباب يغطى الأرض. وفى تلك اللحظات من الهدوء رأيت فى السماء إحدى طائراتنا تطير منفردة فى اتجاه الغرب. لم نسمع صخب محركاتها تقريبا. وفجأة تبعها بسرعة صاروخ أرض جو. تقلصت المسافة بينهما ،وأصاب الصاروخ الطائرة التى أخذت تدور وتحطمت وراء كثبان الرمال بعيدا عنا. لم نر مظلة تفتح. كان هناك شىء مفزع فى ظل حالة الهدوء والسكينة وعدم الاكتراث لحدث سقوط إحدى طائراتنا دون أن يعلق أحد أو يحاول أن يتقصى مصير الطيار. لقد تحطمت أسطورة أخرى.

انطلقنا من هناك إلى محطة لتجميع المصابين فى محور «عكافيش» وهناك أنزلنا جميع المصابين والأطقم الذين لم يعد لهم دبابات. وقفت بجوار المدرعة وأحصيت عدد النازلين منها فوجدتهم 32 مقاتلا معظمهم من الجرحى. وبعد إخلاء الجرحى توجهنا إلى محطة تجميع الجرحى الموجودة فى حصن «لققان» فقد جاءنا بلاغ عن وجود جرحى هناك فى حاجة إلى إخلاء. وأصبحت مدرعتنا هى الوحيدة الباقية من الكتيبة لهذه المهمة.




فى هذه المرحلة حثنى إيتان قائد المدرعة على أن أسلك محور طريق «عكافيش» كان الطريق خاليا من أية مدرعة أو دبابة الأمر الذى أثار ريبنا، لكننا واصلنا رحلتنا بسرعة فى اتجاه القناة. لاحظت دبابة تحترق، فلفت انتباه إيتان لكنه طلب منى أن أستمر فى القيادة بسرعة.سرنا عشرات الأمتار ورأينا مدرعة تحترق وينبعث منها دخان أسود على يسار الطريق. أخبرت إيتان أن انبعاث الدخان من المدرعة والدبابة يثير شكوكى، لأن ذلك يعنى أنها أصيبت قبل فترة قصيرة. بدا أننا وقعنا فى فخ لم يكن هناك طريق للخروج منه. فجأة شعرت بخبطة قوية فى الجانب الأيمن للمدرعة، وكتلة من النيران تحيط بى وتخترق خوذتى. وفى رد فعل عفوى رفعت قدمى عن دواسة الوقود، وشعرت بالمدرعة تبطئ سرعتها وتنحرف إلى مهبط الطريق. ألقيت الخوذة من على رأسى. نظرت إلى مؤخرة المدرعة فوجدت النار تشتعل فى جانبها الأيمن. نجحت فى إيقاف المدرعة والقفز من كابينة السائق إلى سطح الدبابة. لمحت بطرف عينى جيورا والممرض يجريان بعيدا عن المدرعة للاحتماء بالرمال. وبينما كنت أعتزم القفز وراءهما رأيت إيتان بوجه شاحب فقال لى بصوت خافت «أخرجونى من هنا أخرجونى من هنا» حاولت أن أسحبه خارج برج القائد لكننى لم أنجح بسبب ثقل وزنه. أصيب إيتان فى الجزء الاسفل من جسده فتعذر عليه أن يساعدنى فى أن أرفع جسده. استغثت بجيورا والممرض، فعادا مسرعين وصعدا على المدرعة المحترقة وساعدانى فى إخراج إيتان من البرج. وضعنا إيتان على نقالة ثم سحبناه بسرعة إلى مكان نحتمى به بالقرب من الطريق. وفجأة حدث انفجار فى المدرعة وانفصل سقف المدرعة عن جسدها مثل غطاء علبة السردين وطار برج القيادة فى الهواء.

خلف تلة الرمال التى احتمينا بها وحدنا مجموعة أخرى من الجنود كانت دبابتهم قد أصيبت قبل ذلك. كانت إصابة إيتان خطيرة ولذلك قررنا أن نسرع بإنقاذه. وبعد مشاورات قصيرة قررنا أن يذهب أربعة جنود أصحاء فى اتجاه قواتنا ناحية الشرق وأبقينا جنديين معافين مع أسلحة وقنابل لحراسة المصابين. اتضح لنا فيما بعد أن المصريين بالفعل قد أغلقوا مرة ثانية محور «عكافيش» طوال ليلة وصباح السادس عشر من أكتوبر وأننا لم نعرف ذلك، وأن جميع المركبات التى مرت على المحور قد أصيبت وعمليا نشأ فى المنطقة جيب كان تحت سيطرة المصريين.

انطلقنا نحن الأربعة فى اتجاه الشرق بينما كان المصريون يطلقون علينا نيران أسلحة خفيفة لكنها كانت تصطدم بالرمال، وبعد فترة أصبحنا لا نبالى بها وواصلنا مسيرنا. وفى هذه المرحلة كانت تنفجر فى الجو قذائف مشظية، ولم نعرف ما إذا كان يطلقها المصريون أو تطلقها قواتنا. وبعد بضعة مئات من الأمتار رأينا مجموعة من ثمانية جنود تتحرك فى اتجاهنا. كنت متأكدا أنهم جنود مصريون ولعنت اللحظة التى كنت أحمل فيها رشاش عوزى الذى لا يسمح لى مداه بأن أطلق النار عليهم.اقترب هؤلاء الجنود منا فأيقنت أننا لن نخرج أحياء من هذا الصدام، ولم يكن يقلقنى سوى فكرة كيف سيعثرون علينا بعد الحرب إذ كنا قد ابتعدنا كثيرا عن الطريق. كان يفصل بيننا وبين هذه المجموعة كثبان من الرمال، والشيئ الوحيد الذى كان بإمكانا فعله هو أن نحاول تطويقهم من وراء الكثيب فربما نتمكن من التغلب عليهم. بدأنا فى العدو فى الرمال للوصول إلى الكثيب الرملى قبلهم ونجحنا فى ذلك. وما إن خرجنا من وراء الكثيب أصبح آخر جندى من هذه المجموعة على بعد ثمانية أمتار منا. ومن هذه المسافة استطعنا أن نحدد هوية الجنود الثمانية، فهم جنود إسرائيليون ثيابهم ممزقة وبعضهم لا يحمل سلاحا. اتضح لنا أنهم طاقم من كتيبة الاستطلاع 87 وقد أصيبت مدرعاتهم قبل ذلك ببضع ساعات. واصلنا السير مع المجموعة فى اتجاه الشرق حتى أنقذتنا مدرعة وأعادتنا إلى المؤخرة.

ما يؤسفنى أن ما حدث للسرية فى الحقيقة خلال 24 ساعة هو أن معظم المدرعات أصيبت وقتل لنا 18 جنديا وأكثر من 30 جريحا، وقتل معظم القادة الكبار. أما الجنود الذين بقوا على قيد الحياة، فقد بقوا بلا قادة أو مدرعات واضطررنا إلى الانضمام إلى قوات أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.