بعد شعارات "احصل على شريك حياتك" و"مواصفاتك التي تريدها في أسرع وقت وفي منتهى السرية والجدية"، تحولت إعلانات مكاتب الزواج الآن إلي "فرصة لزواج الملتزمات"، و"للملتزمات فقط"، ليأتي هذا الشعار ملائمًا مع طبيعة الفترة التي تمر بها البلاد في ظل حكم الإخوان المسلمين. وتتخذ هذه المكاتب شعارات تدور حول الدين والالتزام ستارًا لها؛ لتحقق أرباحًا على حساب مشكلة العنوسة، التي تواجه العديد من شباب وبنات مصر، دخلت بوابة «الشروق» عالم هذه المكاتب لتكتشف تفاصيلها وما تخفيه ورائها، وآراء أساتذة علم الاجتماع في ازدياد انتشارها في الوقت الحالي.
وقال مسؤول أحد مكاتب الزواج، الذي نشر شعاراته على جدران ميدان التحرير تحت عبارات «اذكروا الله.. زواج ملتزمات، إلى رسول الله.. زواج ملتزمات، اتقوا الله.. فرصة لزواج الملتزمات»، ل«بوابة الشروق» "لابد من التوجه إلى المكتب لملء استمارة التعارف والمواصفات الموجودة في العروس الملتزمة مقدمة الطلب والمواصفات الراغبة في إيجادها في شريك حياتها، التي لجأت إلي هذا المكتب على أمل الالتقاء به".
وأضاف مسؤول المكتب ،"إن وجدت المواصفات المطلوبة، يتم ترتيب مقابلة مع مقدمة الطلب، داخل المكتب بحضور العروس وولي أمرها وحضور العريس، وذلك مقابل أن يدفع كل منهما مبلغ 50 جنيه، وإن تم التوافق بعد اللقاء الأول وصار الموضوع في سبيله للتحقيق، يقوم كل فرد بدفع 250 جنيه كمصروفات للمكتب".
وعن سبب بحثهم عن زيجات للملتزمات فقط كان رد مسؤول المكتب -والذي تحدث مع محررتي «بوابة الشروق» على أنهم مقدمات للحصول على شريك حياة وليسوا محررات صحفيات- "كل هدفنا في الحياة أن نستر بنات المسلمين الملتزمات في زمن زادت فيه الفتنة، وكثرت فيه الرذائل والفواحش".
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد بيومي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية، أن الزواج عن طريق المكاتب بدعة لا تنتمي إلى المجتمع المصري؛ لأن الزواج قائم على عنصرين، الأول هو القبول بين الطرفين، والثاني هو العلاقات بين الأسرتين"، مشيرًا إلى أن الشعارات التي تتخذها تلك المكاتب لا تصلح سوى أن تكون "أكلشهات للمنتجات التجارية"، وأن تلك المكاتب تسوق فقط لأغراض تجارية وغالبًا ما تفشل تلك الزيجات.
وأضاف بيومي، أن تأخر سن الزواج والظروف العصيبة في المجتمع هي التي تدفع الشباب إلى الاتجاه لتلك المكاتب أو الزواج العرفي أو زواج المسيار وخلافه.