يفترض أن يثير كتاب "الدين والسياسة بين تهافت العلمانيين وقصور الإسلاميين" للمفكر التونسي، سامي براهم، الكثير من الجدل الفكري، والسياسي، والديني. يُعد مؤلّف الكتاب، سامي براهم، مفكر تونسي من الجيل الجديد، وهو باحث في قسم اللغة والآداب العربية والحضارة بالجامعة التونسية، حصل على شهادة الماجستير في اللغة والآداب العربية، تخصص حضارة.. شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية، في تونس وخارجها.
يشغل حاليًا منصب مدير مركز الشيخ محمّد الفاضل بن عاشور للثقافة والفنون "التنوير"، وهو عضو بعدة مراكز بحث ومنظّمات وجمعيات؛ منها: وحدة بحث حوار الثقافات بجامعة 9 إبريل بتونس، ومنظّمة العفو الدولية فرع تونس، وجمعية "منتدى الجاحظ" بتونس.
يحتوي المؤلَف على العديد من البحوث والدراسات والمقالات الجريئة في محتواها، ومضمونها؛ منها "مثقّف السلطة وسلطة المثقّف"، "العلمانية والإسلام في مواجهة التحريف"، "الدين والسياسة بين تهافت العلمانيين وقصور الإسلاميين"، "بين الحق الإنساني والحق الشرعي"، "حرية المعتقد والضمير".
كُتبت فصول الكتاب في سياقات مختلفة، بعضها أكاديمي، وبعضها مقالات رأي المؤلّف تركها على علاتها، دون تنقيح؛ لتكون شاهدًا على بعض هواجس ما قبل الثورة ومشاغلها.
نجد في هذا الكتاب قراءة نقدية لمشروع المفكرين التونسيين، هشام جعيط، ومحمد الطالبي، وعرف المؤلف كأحد أبرز المختصين في الحركات السلفية، الّتي خصص لها حيّزًا هامًا في هذا الكتاب.
لافتًا للنظر أن عنوان الكتاب ليس عنوانًا للإثارة، بل للتشخيص والتوصيف، وليس للتعميم، بل لتحديد مواطن الارتباك في الخطاب الفكري والسياسي الراهن.
يبرز المؤلّف في كتابه، أن: "هذه الآفاق في الفهم والمقاربة والتّأويل كانت حاضرة في الجدل الذي أثارته رهانات الثورة التونسية، التي أدخلت الشرق من جديد لواجهة التاريخ، باعتبارها واقعة حضارية، أعطت الانطباع أن هذا الشرق وقلبه الذي نبض من تونس بإمكانه بعد قرون الانحطاط والاستبداد، أن يصنع شروطًا قومية حضارية جديدة تؤسس لحداثة روحها شرقية وأفقها كوني.. لقد طرحت في تونس ما بعد الثورة، كل القضايا التي ستطرح على الضمير الإسلامي.