إذا كنت يهوديًا، وأردت أن تحظى بالصلاة في عيد رأس السنة، وعيد الغفران، الذي سيحل بعد أربعة أيام، خلف حاخام شهير في المعبد، فالأمر ليس سهلا؛ فعليك أن تحجز مقعدًا قبل ذلك بفترة، وأن تقف في طابور طويل، وتدفع مبلغًا نقديًا، يختلف من حاخام لآخر، وقد ينتهي بك المطاف إلى أن تصلي واقفا. 150 شيكل للصلاة خلف عوفاديا يوسف والصلاة قصيرة؛ لعدم إرهاق المصلين،و من يريد الصلاة خلف الحاخام عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لليهود الشرقيين، ولحزب شاس الديني، والذي سبق له أن عمل حاخامًا للقاهرة في سنوات الأربعينيات من القرن الماضي، أو مع غيره من الشخصيات الشهيرة في الحزب؛ مثل إيلي يشاي، نائب رئيس الحكومة، ووزير الداخلية، أو أرييه إيتياس وزير الإسكان، أو حتى أرييه درعي، الوزير السابق الذي حكم عليه بالسجن؛ لاتهامه في قضايا فساد، فقد فاته القطار؛ لأن الطلب كبير، والأماكن محدودة في المعبد الذي يصلي فيه عوفاديا يوسف والملاصق لبيته، وتمنح الأولوية للمصلين الدائمين الذين يترددون على المعبد طوال أيام العام، وتُباع الأماكن المتبقية بأسلوب "اللي سبق أكل النبق"، ويُباع المقعد بمبلغ 150 شيكل للفرد العامل، أما طلاب المدارس الدينية فيحظون بتخفيض، حيث يُباع المقعد لهم بمبلغ 100 شيكل، وهو سعر منخفض بالمقارنة حتى بالمعابد العادية.
ويعمل في المعبد الذي يؤدي فيه الحاخام عوفاديا الصلاة، أحد أشهر المنشدين الدينيين في إسرائيل، وهو موشيه حبوشا، الذي يمزج في إنشاده الموسيقي العربية بالترانيم اليهودية، والصلاة في هذا المعبد قصيرة بشكل عام من أجل عدم إرهاق المصلين، والتخفيف عليهم؛ ولهذا السبب يمنع الحاخام عوفاديا يوسف دخول الأطفال الذين لا يعرفون آداء الصلاة إلى المعبد؛ حتى لا يشوشوا على المصلين الآخرين.
300 شيكل للصلاة خلف الحاخام أهارون شتاينمان والأماكن محدودة
يعتبر الحاخام أهارون ليب شتاينمان، أكبر زعيم حاريدي في إسرائيل، ويصلي خلفه في عيدي رأس السنة والغفران، ما لا يقل عن 350 شخصًا؛ من الرجال والنساء في معبد مسمى باسمه، ويعد أكثر المعابد الدينية الحاريدية صخبًا،و يبلغ ثمن المقعد 300 شيكل، وهو مبلغ يعتبر غير منطقي بالنسبة للعدد الكبير من الراغبين في الصلاة خلف الحاخام أهارون، ويوضح يتسحاق شاينينن المدير المسؤول عن الشؤون الدينية في المعبد السبب في ذلك؛ بأن قائمة المصلين محددة سلفا، ولكنه يوضح أن من واظب على شراء مقعد منذ سنوات، قد لا يتمكن من الحصول على مقعد في هذا العام لأسباب مختلفة.
تضم قاعة الصلاة الرئيسية الخاصة بالطائفة الحسيدية "بيل"، والتي تقع في مبنى فخم في القدس، مكانًا لما يقرب من عشرة آلاف مصلٍ، ويدفع كل واحد منهم مبلغ 500 شيكل للمقعد في عيد رأس السنة والغفران، ومن يتبرع بمبلغ مالي كبير لبناء مدرسة دينية خاصة بالطائفةن يفز بمقعد دائم للصلاة مقابل سداد قسط عضوية شهري.
وإذا انتقلنا إلى فرقة حسيدية أخرى، هي حسيدية فيزنيتس، التي تعد من أكبر الفرق الحسيدية في إسرائيل، فإنها تحتفظ بمكان خاص للرجال الذين ساهموا بتبرعات مالية لمبنى الطائفة، الذي يقع في حي بني باراك في القدس، وفي الصلوات التي تجري في الفترة من عيد رأس السنة وعيد الغفران يحظون بالصلاة قرب الحاخام، أما باقي المصلين فيسددون مبلغًا يتراوح بين مئات الشواكل، وآلاف الدولارات، وفقًا لمكان الوقوف، أو الجلوس بالقرب من الحاخام. ويقول يسرائيل كاهانن وهو إعلامي ينتمي إلى فرقة «فيزنيتس»: "إن من اعتاد على سماع صيغة الصلاة في فيزنيتس، لا يمكن أن يهجرها أبدًا؛ ولهذا يتدفق الآلاف من إسرائيل، ومن العالم؛ لسماع الحاخام إلى حد أن المعبد يكون مكتظًا عن آخره".
ومن الطرائف التي تُحكى عن هذه الفرقة، أنه عندما نشب حريق في مبناها في العام الماضي، واحترقت 11 نسخة للعهد القديم، أقام أتباع الطائفة جنازة كبرى للنسخ المحترقة، شارك فيها عشرات الآلاف.
أما اليهودي الثري الذي لا يخشى علي ماله، ويريد الاستمتاع بتجربة روحانية خلال فترة الأعياد، ولكن هذه المرة مع حاخام ليس في عداد الأحياء فما عليه إلا أن يطير إلى نيويورك في حب بروكلين، حيث توجد المدرسة الدينية التابعة للحاخام ملوفوفيتش، أو يطير إلى أوكرانيا، حيث يوجد قبر الحاخام نحمان مبراتسلاف، وتصل أسعار هذه الرحلة عشرات الآلاف من الدولارات.
أماكن مجانية للصلاة بشرط الوقوف طوال النهار
ويدل استطلاع سوق الصلاة خلال الأعياد على وجود معابد تؤدى فيها الصلاة بالمجان، ففي المدرسة الدينية التابعة للحاخام" ماجور" في حي جئولا بالقدس، يحتشد آلاف المصلين للصلاة خلف الحاخام الذي يعتبر من كبار زعماء الفرق الحسيدية في إسرائيل، بيد أن الأمر ليس مريحًا تمامًا، فهو بمثابة الشوك في الورد، إذ يضطر المصلون للوقوف طوال الصلاةن التي تمتد طيلة ساعات النهار فيما عدا 200 من شيوخ الفرقة الذين يحظون بالجلوس.
وهناك أيضًا أماكن رخيصة للصلاة خلف بعض كبار الحاخامات؛ مثل الحاخام شلولو عمار، الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين، ورئيس المحكمة الدينية العليان الذي لا يضطر من يصلي وراءه لدفع أي مبلغ، كما أن بعض كبار حاخامات الصهيونية الدينية يصلون في معابد تُباع فيها مقاعد الجلوس بأسعار رمزية.