يواصل نشطاء اليوم الخميس، إعادة رسوم تمثل جوانب من الانتفاضة الشعبية، التي أنهت حكم الرئيس السابق حسني مبارك، إلى شارع محمد محمود المؤدي إلى ميدان التحرير، والذي كان مسرحًا لاشتباكات عنيفة العام الماضي بين الشرطة ومحتجين، وفي الأيام الماضية أزيلت الرسوم التي تدين رموز عصر مبارك والمرشحين السابقين للرئاسة عمرو موسى وأحمد شفيق وبعض أعضاء المجلس العسكري، الذي تولى الحكم حتى تسليم السلطة في نهاية يونيو الماضي للرئيس الحالي محمد مرسي. ونفت مصادر في وزارة الداخلية مسؤوليتها عن إزالة الرسوم. وقال هشام قنديل رئيس الوزراء "إن ما قام به عاملون بمحافظة القاهرة من إزالة للرسوم، أمر يتنافى مع الحرص على تخليد ذكرى الثورة"، لكن نشطاء ُيحمّلون الحكومة مسؤولية حماية، الذين أزالوا الرسوم ويقولون إن الرسوم ُتدين جماعة الإخوان المسلمين، وأن الجماعة انشغلت بالانتخابات البرلمانية، التي أجريت بعد أيام من اشتباكات عنيفة شهدها شارع محمد محمود، بدأت في 19 نوفمبر 2011، واستمرت لبضعة أيام وأسفرت عن سقوط نحو 40 قتيلا وأكثر من ألفي جريح.
وكتب الشاعر زين العابدين فؤاد في صفحته على ال"فيسبوك": "الحكومة التي تخاف من تاريخنا لا مكان لها في مستقبلنا، العودة إلى محمد محمود ؛حيث يعيد الثوار رسم ملامح الشهداء وتاريخ الثورة، سوف يعود الشارع كما كان سجلا للحرية".
وكانت الرسوم السابقة في الشارع تراكمًا لأحداث سياسية واشتباكات ميدانية، ومنها صور للناشط مينا دانيال، الذي ُقتل أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، فيما يعرف بأحداث ماسبيرو في أكتوبر 2011 ، وصور لطالب الطب علاء عبد الفتاح، والشيخ عماد عفت الأمين العام للجنة الفتوى بدار الإفتاء، اللذان ُقتلا في أحداث مجلس الوزراء في ديسمبر 2011.
ويحمل الشارع اسم محمد محمود (1878-1941)، الذي اعتقل مع سعد زغلول زعيم ثورة 1919، ولكنه حين عين وزيرًا للداخلية ورئيسًا للوزراء عام 1929، طبق سياسة عرفت باليد الحديدية، وألغى العمل بالدستور، واليوم كتب ناشط لافتة "شارع جرائم الداخلية".
وامتدت الرسوم لتشمل أيضًا جانبًا من شارع يوسف الجندي؛ حيث مبنى مكتبة الجامعة الأمريكية؛ حيث كتبت شعارات ورسوم منها صورة لخالد سعيد، الذي كان موته في يونيو 2010 سببًا في اشتعال الاحتجاجات، التي انطلقت يوم 25 يناير 2011، وأسقطت نظام مبارك. وتحت الصورة "سنتين ولسه حقه مجاش" في إشارة إلى بطء العدالة.