دخلت السلطات الإيرانية حربا شعواء مع وسائل الإعلام العالمية بسبب تغطية الأحداث الأخيرة التي شهدتها إيران في أعقاب الجدل الذي أثير حول نتائج الانتخابات الرئاسية وما سمته طهران ب"مسئولية الإعلام الغربي عن إشعال الشغب والعنف". ففي لندن ، أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." يوم الأحد أن السلطات الإيرانية طلبت من مراسلها الدائم في ايران جون لاين الرحيل من البلاد ، مشيرة إلى أن مكتبها في طهران سيبقى مفتوحا. وهددت طهران وسائل الإعلام البريطانية بما سمته ب"إجراءات أكثر شدة" إذا واصلت "تدخلها في الشئون الداخلية" الإيرانية ، بحسب ما نقلت وكالة مهر للأنباء يوم الأحد أيضا عن وزارة الثقافة الإيرانية إثر طرد مراسل "بي.بي.سي." من البلاد. ونقلت وكالة مهر عن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد حسين صفار هرندي قوله إنه "إذا واصلت شبكات الإذاعة والتليفزيون المختلفة تدخلها في الشئون الداخلية لبلادنا عبر نشر معلومات كاذبة أو مغلوطة عن إيران ، فستكون هناك إجراءات ردع أخرى". وفي دبي ، أعلنت قناة "العربية" الإخبارية التي تعمل برأسمال سعودي يوم الأحد أن السلطات الإيرانية مددت مهلة إغلاق مكتبها هي الأخرى في طهران "حتى إشعار آخر" ، والذي كان قد قررته منذ 14 يونيو في سياق الاضطرابات في إيران. وأعلن نبيل الخطيب رئيس تحرير "العربية" أن مراسل العربية ضياء الناصري أبلغ بهذا القرار من وزارة الإعلام. وكان قد تم إغلاق مكتب القناة في طهران مبدئيا لمهلة أسبوع تنتهي الأحد. وأعلن الخطيب أن "السلطات الإيرانية تتهم العربية ببث أخبار ليست بالضرورة عادلة من وجهة نظرها ، كما طالبت قناتنا بعدم بث أخبار عن إيران". لكن رئيس التحرير أوضح أن "العربية في دبي لا تلتزم بما طلب من مكتب العربية في طهران الالتزام به" ، وندد "بحملة حشد موقف عدائي على مدى الأسبوع ضد العربية في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية". من جانب آخر ، نشر موقع "يو تيوب" عدة مقاطع فيديو صورها إيرانيون في طهران يظهر فيها مواطنون وهم يحاولون إسعاف رجال ونساء مصابين بجروح خطيرة في الوجه من جراء تعرضهم لضرب وحشي من جانب الشرطة الإيرانية خلال المظاهرات التي شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين. وبعد أن أعلن التليفزيون الرسمي الإيراني أن عشرة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم في مصادمات السبت وحدها ، بث "يو تيوب" لقطات عديدة لهذه المصادمات ، وكان من بينها مشهد لمحاولة إسعاف سيدة إيرانية تدعى "ندا" تعرضت لطلق ناري من الشرطة في صدرها ، وقد ظهرت في اللقطة والدمار تنزف من جسدها ومن عينها.