تعرض مسرحية "ليل الجنوب"، في نسق درامي روائي، القيود التي تتعرض لها المرأة في صعيد مصر مهما اعتلت من مكانة، وفرض السطوة الذكورية عليها مهما أحرزت من نجاحات. والعرض المسرحي الذي كتبه شاذلي فرح، وأخرجه ناصر عبد المنعم، تستضيفه خشبة مسرح الغد.
ويبرز العرض تلك التقاليد الراسخة العتيدة في صعيد مصر التي يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، ولم يؤثر فيها الزمن.
واعتمد القائمون على العمل على الراوي في عرضهم عبر حكايات منفصلة ومتصلة في آن، فهى منفصلة لأن كل حكاية مستقلة بذاتها، لها بدايتها ونهايتها، ومتصلة لأنها جميعا تشترك في هم واحد، وهو سجن المرأة الجنوبية.
ومن ضمن الحكايات، قصة نخل التي مثلتها دعاء طعيمة، تلك المرأة التي ظنت أنها تعاني العقم، ففي الجنوب العقم حكر على النساء ولا نصيب للرجال فيه، وتعرج الحكاية إلى الخرافات في الصعيد حول السحر، وتأثيره على نخل وجعلها عاقرا.
ومن حكايات ليل الجنوب "ولعانة"، التي تعاني من أرق الثأر الذي يتربث بصغيرها، فيدفعها تفكيرها إلى قتله بنفسها لترحمه من قسوة مطاريد الجبل الذين جاورتهم بعد أن باتت مشهورة في عالم الجريمة ولذتها في قتل البشر.
أما "نور"، التي دللها أبوها وأصر على إلحاقها بالجامعة، فلم تسلم أيضا من عادات الجنوب، ففارق قلبها من أحبته لتتزوج من ابن عمها إعمالا لقوانين الجنوب، بعدما اتهمت في شرفها لرفضها الزواج، وأجبرت على الخضوع للكشف على عذريتها أعقبه عملية ختان، سببت مرضا عضالا لم يشفيها منه إلا الموت.