فيما حذر محللون سياسيون من تأثير تداعيات محاولات اقتحام السفارة الأمريكيةبالقاهرة، على خلفية الاحتجاجات على الفيلم الأمريكى المسىء للرسول، على مساعى الرئيس محمد مرسى لتعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين، قلل آخرون من تأثير تلك الأحداث «لما تتميز به العلاقات من عمق استراتيجى». وتوقع الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، أن تنعكس محاولة اقتحام السفارة الأمريكية على الزيارة المرتقبة للرئيس محمد مرسى إلى أمريكا، ديسمبر المقبل، والتى سيسعى فيها إلى تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين وتعزيز حجم الاستثمارات الأمريكية فى القاهرة ومعدلات السياحة.
وأشار صادق إلى إمكانية نجاح مؤسسة الرئاسة احتواء أزمة اقتحام السفارة الأمريكية، التى تتحمل الحكومة المسئولية الكاملة لحمايتها طبقا لاتفاقية العلاقات الدبلوماسية، مضيفا «قد تتمكن مصر من تسوية الأزمة التى قد تدخل طى النسيان لأنها وقعت قبل زيارة مرسى لأمريكا بنحو شهرين».
وعلى صعيد الرد على الفيلم المسىء للرسول، صلى الله عليه وسلم، قال صادق «إن الحكومة المصرية بدأت فى تحريك دعاوى قضائية ضد منتجى الفيلم تتهمهم بالعنصرية وازدراء الأديان، فضلا عن دور المؤسسات الدينية التى طالبت المتظاهرين بالالتزام بالنهج السلمى فى احتجاجاتهم، فى الوقت الذى دعت فيه جماعة الإخوان المسلمين لمظاهرات، اليوم الجمعة، أمام المساجد عقب الصلاة».
وتابع «تدرك الحكومة المصرية، والإخوان والسلفيون، أن الحكومة الأمريكية غير متورطة فى إنتاج الفيلم، لهذا لم تدع لمظاهرات احتجاجية أمام السفارة الأمريكية».
ورجح صادق تورط عناصر من تنظيم القاعدة بالتعاون مع فلول نظام القذافى فى واقعة مقتل السفير الأمريكى، كريستوفر ستيفنز، أمس الأول، ردا على مقتل أحد عناصر التنظيم بليبيا مؤخرا. وأضاف «الحادث كان مخططا بالفعل ومنفذوه استغلوا واقعة الفيلم لتبرير هجومهم».
واختلف معه الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور حسن أبوطالب، الذى استبعد تأثير محاولات الاعتداء على السفارة الأمريكية على العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، موضحا أن «العلاقات بين البلدين تتسم بالعمق الاستراتيجى القائم على المصالح».
وقال «قد يكون هناك نوع من اللوم والعتاب فى أول لقاء يجمع بين الرئيسين، إلا أن أمريكا دولة عملية تطمح لتعزيز التعاون مع الإسلاميين الذين يمثلهم الرئيس محمد مرسى».
وأضاف أبوطالب «أمريكا تقدر جهود الحكومة المصرية التى سارعت لمنع الهجوم على سفارتها بالدفع بقوات الأمن المركزى فى محيط السفارة».
لكنه قال «قد تلقى واقعة الفيلم المسىء وما تلاها من أحداث بظلالها على الزيارة فقد يطالب مرسى نظيره الأمريكى بسن قوانين تجرم العنصرية وازدراء الأديان وهى نفس مطالب المسلمين الأمريكيين التى لم تجد صدى لدى الإدارة الأمريكية».
ودعا أبوطالب العرب والمسلمين المقيمين بأمريكا إلى توظيف آليات السياسة الأمريكية بتشكيل جماعات ضغط قوية أسوة باللوبى الصهيونى ولوبى أقباط المهجر، بهدف التصدى لمحاولات تشوية الإسلام، لافتا إلى أن منتجى الفيلم، تعمدوا توظيف ذكرى 11 سبتمبر لتصعيد حدة الكراهية ضد الإسلام، فضلا عن استغلال منفذى عملية قتل السفير الأمريكى الفيلم لتنفيذ مخططهم، على حد قوله.
فيما أكدت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتورة منار الشوربجى ضآلة تأثير واقعة الاعتداء على السفارة على زيارة مرسى للولايات المتحدة، وقالت «وجهة الرئيس، المقرر لها نهاية الشهر الحالى، ستكون لنيوريورك، للمشاركة فى فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس لواشنطن».