رحل المخرج القدير، إسماعيل عبد الحافظ، عن دنيانا، صباح اليوم الخميس، عن عمر يناهز 71 عامًا، بعد تدهور حالته الصحية التي استدعت نقله إلى فرنسا. ولد عبد الحافظ، في 15 مارس 1941، بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على ليسانس آداب قسم اللغات الشرقية من جامعة عين شمس 1963.
وهو متزوج وأب لبنتين «لمياء» و«صفاء»، وابنه «محمد عبد الحافظ» الذي يعمل ممثلاً، وله العديد من الأعمال من إخراج والده.
ويعد عبد الحافظ من أهم مخرجي الدراما التلفزيونية، وقد كوّن ثنائيا مع الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وأخرج العديد من المسلسلات التلفزيونية، من أشهرها «الشهد والدموع»، «ليالي الحلمية»، «المصراوية»، «حدائق الشيطان»، «العائلة»، «امرأة من زمن الحب»، والعديد من الأعمال التى لا يمكن أن ننساها، حيث شكلت ضمير الأمة العربية من المحيط للخليج، وقد أشاد النقاد بالعديد من أعماله، التي نال عنها الكثير من الجوائز.
يذكر أن آخر أعمال المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ، مسلسل «ابن ليل»، الذي تم عرضه في شهر رمضان الماضي، بعد تناوله من قبل لتجربتين من الدراما الصعيدية، هما «خالتي صفية والدير» للأديب الكبير بهاء طاهر، ومسلسل «حدائق الشيطان»، وكلاهما حققا نجاحا ساحقا.
وكان سعيد بنجاح الدراما السورية والتركية، خصوصا الأعمال التاريخية منها، ولاحظ أن لديهم وعيا كبيرا بمفردات اللغة الدرامية، لكن كل هذا لا يعنى أنها سحبت البساط من تحت أقدام الدراما المصرية، الدراما المصرية تمتاز بكثافة، وضخامة الإنتاج.
كان من رأيه أيضا الدراما المصرية تمر بأزمة، لكن صُناع الدراما غير مسئولين عنها، بمعنى أن جهات الإنتاج التى قدمت هذه الأعمال الكبيرة عبر سنوات طويلة كان خلفها قيادات واعية وفاهمة معنى الدراما، هذه القيادات الموهوبة، فالقيادات الواعية هى التى تخطط من حيث المبدأ للأعمال الكبيرة، وتستعين بالعناصر الجيدة لإنجاز ما تصبوا إليه، اختفت باختفاء هذه القيادات الواعية للدراما مثل " ممدوح الليثى".
مضيفا، أن الدراما المصرية لا يمكن أن تفقد عرشها فهى لا تزال متربعة على قمة العرش، حيث إن الخطر الذى يهدد الدراما المصرية ينبع من القائمين على هذه الصناعة، وخصوصا أولئك الذين يضعون عليها القيود الإنتاجية.
وأشار إلى أن المشكلة الأخرى التى تواجه الدراما هى عدم وجود ميزانيات تكفى لإنتاج أعمال على مستوى ما يمكن أن أسميه أعمالا قومية، ونحن أحوج ما نكون إلى أن نصنع لأنفسنا رصيدا ضخما من الذاكرة الوطنية، ونحتاج إلى تقديم أعمال تُنعش روح الأمة، وتُعيد إليها وعيها القومى، نُريد أعمالا تُعيد صياغة الشخصية المصرية بما يتناسب مع تحديات العولمة، والمتغيرات الجديدة فى المنطقة، لأن الدراما هى سلاح فى يدنا نستطيع أن نستخدمه فى بث الوعى، وإحياء الروح القومية والشخصية العربية.