بدأت الولاياتالمتحدة التحقيق في الهجوم الذي استهدف قنصليتها في مدينة بنغازي وأسفر عن مقتل سفيرها في ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين وهل تم التخطيط له مسبقا، حسبما أفاد مسؤولون أمريكيون. وكان يعتقد سابقا أن الهجوم كان رد فعل عفويا في إطار الاحتجاجات ضد فيلم مسيء للإسلام يحمل اسم "براءة المسلمين"
وتجمع الآلاف خارج مبنى السفارة في القاهرة لليلة الثانية على التوالي وهم يطلقون الهتافات ويشعلون النيران، وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، وشوهد بعضهم يحمل زجاجات حارقة.
واخترق متظاهرون غاضبون من الفيلم جدران السفارة الأمريكية ومزقوا العلم الأمريكي.
واقتحم مسلحون القنصلية الأمريكية في بنغازي مساء الثلاثاء، ويعتقد بأن السفير جيه كريستوفر ستيفنز قضى جراء الاختناق بسبب الدخان، ولقي ثلاثة أمريكيين آخرين ونحو عشرة ليبيين حتفهم في الهجوم.
وتعهد الرئيس باراك أوباما الأربعاء بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم، لكنه قال إن الولاياتالمتحدة "لن تقطع الروابط" مع الحكومة الليبية الجديدة.
وقال مسؤول أمريكي بارز في تصريح نقلته وكالة فرانس برس إن منفذي هجوم بنغازي يبدو أنهم استغلوا المظاهرات كذريعة لشن هجوم.
وأضاف "كان هذا هجوما معقدا، يبدو أنهم استخدموا هذا (الاحتجاج) كفرصة" لشن هجوم.
وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن ثمة مؤشرات إلى أن عناصر ميليشيا يطلق عليها "انصار الشريعة" قد خططت للهجوم منذ فترة، لكن الجماعة نفت ذلك.
وذكر المسؤولون أن هناك تقارير تشير إلى أن عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ربما يكونون ضالعين في التخطيط للهجوم وتنفيذه.
براءة المسلمين قتل ثلاثة أمريكيين إضافة إلى السفير الأمريكي في الهجوم على القنصلية في بنغازي
وكانت النيران بدأت تشتعل في مجمع القنصلية نحو الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي (20:00 بتوقيت غرينتش) ليل الثلاثاء، وأتت النيران على المبنى الرئيسي بعدها بفترة قصيرة.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أن قوات الأمن الليبية والأمريكية حاولت استعادة السيطرة على المجمع، ولم يتمكنوا من ذلك سوى في وقت مبكر من الأربعاء.
ولا يعرف الكثير عن مصدر هذا الفيلم الذي يحمل اسم "براءة المسلمين" أو الرجل الذي يدعى "سام باسيل"، الذي تردد أنه منتج الفيلم.
ولم يتمكن صحفيو بي بي سي الذين بدأوا الأربعاء التحقيق في خلفية هذا الرجل من التأكد من المعلومات عن سيرته الذاتية.
وأصدرت الكنيسة القبطية في مصر بيانا نددت فيه بإنتاج الفيلم، عقب التقارير التي أشارت إلى أن بعض الأقباط في الولاياتالمتحدة شاركوا في تمويله.
تعزيزات أمنية
على صعيد آخر، قال مسؤولون عسكريون امريكيون إن وزارة الدفاع امرت اثنتين من المدمرات التابعة للبحرية الامريكية بالتوجه نحو السواحل الليبية.
وقالوا إن واحدة من المدمرتين، وهي المدمرة لابون، قد اتخذت موقعا لها قبالة الساحل الليبي الاربعاء، بينما ما زالت الاخرى، وهي المدمرة ماكفول، في طريقها وستصل الى موقعها المحدد في غضون ايام.
وقال المسؤولون إن المدمرتين المزودتين بصواريخ توماهوك ليست لهما مهمة محددة، ولكن وجودهما في المنطقة يعطي القادة الامريكية المرونة اللازمة لتنفيذ اي امر قد يصدره الرئيس اوباما.
في غضون ذلك، توجهت الى العاصمة الليبية بنغازي وحدة مكونة من خمسين من جنود مشاة البحرية المارينز لتعزيز الامن في السفارة الامريكية هناك.