اشتعلت أزمة أسطوانات الغاز بمحافظة سوهاج، لتصل إلى ذروتها فى معظم مراكز وقرى المحافظة، وبات الحصول على أسطوانة بسعرها الرسمي دربا من الخيال، وفشلت كافة الأجهزة المعنية بالمحافظة في إحكام السيطرة على تجار السوق السوداء، حتى وصل سعر أسطوانة الغاز الواحدة في بعض الأماكن لأكثر من 70 و 80 جنيها، ولا يجدها الأهالي. وشهد ديوان عام المحافظة على مدار الأيام الماضية احتجاجات وتظاهرات عديدة من أهالي المحافظة، اعتراضا على اختفاء أسطوانات الغاز في قراهم تماما، وعادت مرة أخرى للظهور "الكانون"، وهو عبارة عن عدد من الطوب اللبن يتم حرق قش الأرز أو الحطب داخله لطهي الطعام، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل لجأ بعض المواطنين إلى شراء الأطعمة من الخارج، بعدما فشلوا في الحصول على أسطوانة غاز لمنازلهم لأكثر من أسبوع.
اتهم الأهالي أجهزة التموين بالمحافظة بالفشل الذريع، وعدم القدرة على إحكام السيطرة على جشع تجار السوق السوداء، والذين يستغلون المواطنين أسوأ استغلال، ويعلم جميع المسئولين بذلك دون أن يحرك أحد فيهم ساكنا، حتى بدأت الأمور تنذر بحدوث كارثة حسب وصف العديد من المواطنين الذين أكدوا أن عدم حصولهم على حقهم من الغاز المدعم بأسعاره سوف يضطرهم إلى افتعال الأزمات والمشاكل، خاصة وأن معظم الأسر التي تعانى من عدم وصول الغاز إليها معدمة ولا تستطيع شراء الأسطوانة بمبلغ 70 جنيها.
وطالب الأهالي وزيري البترول والتضامن الاجتماعي بسرعة حل الأزمة في أقرب وقت قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه، خاصة بعد فشل مسئولي التموين بمحافظة سوهاج في إيجاد وسائل لمنع جشع تجار السوق السوداء، ووقفوا يشاهدونهم يبيعون الأسطوانات بأسعار يعجز عنها العديد من الأسر دون أن يتحرك أحد.
ومن جانبه، أكد يحى عبد العظيم، محافظ الأقليم، بأنه يشعر بالفعل بالأزمة الخانقة من أسطوانات الغاز والبنزين، وأنه يضع تلك الأزمة في أول اهتماماته، مطالبًا بإعطائه فرصة لحلها، موضحًا أنه سيعمل على توصيل الأسطوانات للمنازل عن طريق شباب الخريجين بسعر 10 جنيهات، وذلك لقطع الطريق أمام تجار السوق السوداء.