لجأت حكومة هشام قنديل إلى اقتراح بإنشاء سوق اليوم الواحد؛ للحد من ظاهرة الباعة الجائلين في الشوارع، وبدأت بنقل الباعة من منطقتي الموسكي والعتبة إلى داخل حديقة الأزبكية، وهو الأمر الذي رفضه الباعة بشكل قاطع. «الشروق» التقت عدداً من الباعة للتعرف على أسباب رفضهم، يقول محمد جمال، حاصل على بكالوريوس تجارة منذ 7 أعوام: "لم أجد عملاً فلجأت للوقوف في منطقة الموسكى بفراشة أبيع فوقها ملابس رجالي، وهو مصدر رزقي الوحيد، وكان البديل أمامي هو البلطجة أو تجارة المخدرات، وأعلم جيدًا أن وقوفنا في الشارع ظاهرة سيئة تتسبب في عديد من المشكلات، ولكن لا يوجد أمامي بديل آخر".
ويضيف: "رفضنا الاستجابة لقرار الحكومة بنقلنا لداخل حديقة الأزبكية؛ لأنهم يريدون حبسنا داخل الحديقة، والبائع لابد أن يكون بين الجمهور كي يستطيع عرض بضاعته وبيعها، ومعنى دخول الحديقة هو نفينا بعيدًا عن أعين المواطنين، لذا رفضنا تنفيذ القرار".
ويؤكد أحمد رجب، بائع متجول، أن الحكومة تعلم جيدًا أن الباعة الجائلين عبارة عن "مافيا" كبيرة، وأنها لن تستطيع التخلص منها مهما شنت من حملات إزالة، فلجأت إلى اقتراح نقلهم لحديقة الأزبكية، وخصصت لكل بائع مساحة لا تتعدى 2 متر مربع، وهي مساحة غير كافية، بحسب كلامه، وقال: "مساحة الحديقة لا تتناسب مع أعداد الباعة، وهو ما يعني وقوع مشاجرات بين الباعة على أماكن الفرش، وبالتالي وقوع مذابح يومية، خاصة وأن غالبية الباعة ينتمون لمحافظات الصعيد، وهو ما تريده الحكومة بأن نتخلص من بعضنا، لعدم قدرتها على إيجاد حلول لمشكلتنا".
من جانبه أشار مصطفى سعيد، إلى أن منطقة العتبة، تعد أهم مركز تجاري في مصر، ومن السهل جدًا أن تغلقه الحكومة أمام السيارات وتمنع دخولها، وتابع: "يوجد طرق بديلة عديدة؛ فالحكومة بوسعها نقل كافة الباعة الجائلين في محافظة القاهرة إلى منطقة العتبة، وتخصصها سوقًا تجاريًا فقط، وبذلك يتم تجميع الباعة في مكان واحد دون أن يتم إعاقة المرور".