«لن تقام مباراة السوبر، ولن تقام مسابقة الدوري إلا بعد القصاص»، تحذير واضح وصريح أعلنته رابطة «ألتراس أهلاوي»، في أول رد فعل لها على إعلان الاتحاد المصري لكرة القدم إقامة مباراة السوبر بين فريقي النادي الأهلي وإنبي يوم السبت المقبل، بدون جمهور باستاد الكلية الحربية، استعدادًا لاستئناف النشاط الرياضي المحلي وعودة بطولة الدوري العام، منتصف سبتمبر الجاري. ووصف بيان الألتراس، الذي يأتي تعبيرًا عن توجه أهالي شهداء مجزرة بورسعيد، الحديث عن عودة النشاط الكروي و«الضجة المصطنعة من إعلام فاسد لإظهار الحدث وكأنه العيد»، بأنه «استهتار كامل ليس بمشاعر أهالي الشهداء وذويهم فقط، ولكن الشباب الذين تواجدوا في أحداث بورسعيد وكتب لهم الله الحياة».
وقال الألتراس، إنهم «لا يسعون إلا لاستعادة حق الشهداء، لكنهم يرون الآن تعمد طمس ما حدث من جريمة والإسراع في عودة الكرة من أجل إلهاء الجميع عما حدث»، وأضافوا: «من كان يصارع للحديث عن عودة حق الشهداء والمدح في مسيرات الألتراس الخاصة بالشهداء صار اليوم يلقبها بالشويتين دول».
واعتبروا، في البيان الذي نشروه على «فيسبوك»، اليوم الاثنين، أن من يساهم في تهميش القضية إلى هذا الحد هو نوع من المشاركة في الجريمة نفسها، وأن «ما يحدث من اتحاد فاسد بتواطئه في القضية أمام المحكمة الدولية هو إشعال للنار التي لم تنطفىء بعد داخل قلوب الشباب، فهل السكوت هو ما أكسبهم تلك الثقة في الحديث عن عودة الكرة بتلك السهولة؟»
واتهموا «لغة المال» بأنها الآن تغير النفوس وتضع الباطل فوق الحق، لغة من باع الضمير والإحساس بأقل المشاعر الإنسانية في مقابل العودة إلى كعكة الرياضة والفوز بجزء منها، المال الذي يغير النفوس وتتغير معه الألسنة وتنقلب الآراء، فمن كان معك صار ضدك ومن كان ضدك انتفض ليهاجمك، وكأننا الجاني الذي قام بكل ما حدث وكل ما نطالب به هو تفاهات وليست مصيبة الموت، كما وصفها ربنا عز وجل، بحسب وصفهم.
وتساءلوا: «تريدون أن تعيدوا كرة القدم، تريدون أن تلخصوا القضية في حفنة من المال، هل قدرتم قيمة من مات بتلك الأموال، إذا كان هناك من يبيع ويشتري فيكم فتلك هي مصيبتكم، أما نحن فلا نرى نفيسا أو غاليا يساوي قيمة من ماتوا على أيدينا.»
وتابعوا: «إذا كان هناك من يعاني من توقف النشاط في الدرجات الأدنى مثل الثانية أو الثالثة وغيرها فليس لدينا مشكلة معهم، ومنذ شهر مارس الماضي أعلنا أن استمرار مسابقات تلك الدرجات لا يعنينا في شيء، حديثنا عن ذلك «الدوري الملعون الذي يجري وراءه كلاب المال».
وأشار البيان أن بعض مسؤولي الكرة في مصر «تحججوا بمباريات إفريقيا وكأنها كانت المفتاح للحديث عن عودة البطولات المحلية، واختلط الحديث ولا يدري هؤلاء أن الاتحاد الإفريقي لم يشرف على مذبحة بورسعيد، ولم يتواطأ على دماء الشهداء مثلكم، وأن السماح بالمشاركة الإفريقية كانت لتفادي العقوبات على الأندية المشاركة، سواء بالإيقاف أو الاستبعاد».
وشدد الألتراس: «ليس مبدأ رفض عودة النشاط الكروي في مصر هو محاولة لبسط الهيمنة، فتلك شيم الضعفاء أو مجنوني السلطة ولسنا منهم، ولكن ألا تخجلون مما تقولون، إن رفض عودة النشاط في ظل وجود اتحاد فاسد بكل من فيه هو استمرار لمن سبقوه، وهم من حدثت المجزرة أمام أعينهم ولم يحركوا ساكنًا، واليوم يرحبون بعودة النشاط تحت ظروف أسوأ من قبل حتى تحدث مجازر جديدة، فلا يوجد من يقدر شعور الغضب داخل قلوبنا ولا يدري ماذا ستكون ردة الفعل».
واختتم الألتراس بيانهم بتحذير صريح: «لن يعود الدوري على دماء الشهداء، لا نقصد المحاكمة أيها الأغبياء، قلنا دومًا القصاص وليس غيره، الحكم على من استباحوا الدم حتى نريح قلوب ذويهم بعدها تحدثوا عن نشاط أو مسابقة، أما الآن فما تحلمون به هي الكوميديا السوداء التي ترسم تلك الابتسامات المصطنعة على وجوهكم وإذا زاد إصراركم على إقامة المسابقة سننتظر بشغف نفس الابتسامة على ما سيحدث».