أعلن المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية أن العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية ستشهد نقلة نوعية كبيرة خلال المرحلة المقبلة خاصة بعد الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس محمد مرسى إلى الصين والتى أثمرت عن إبرام اتفاقيات استثمارية تخطت قيمتها حاجز ال 5 مليارات دولار في مجالات نقل التكنولوجيا ، والبتروكيماويات والطاقة الجديدة والمتجددة، والنسيج، والأدوية، والكهرباء، والسيارات، وتحلية المياه، وغيرها إلى جانب استكمال مشروع شمال غرب السويس حيث أعرب الجانب الصيني عن إصراره لاستكمال هذا المشروع ليصبح بمثابة لبنة جيدة لإقامة مناطق صناعية توضع فيها صناعات مشتركة للجانبين، مما سيتيح أكثر من 40 ألف فرصة عمل جديدة . وقال الوزير إنه يجرى حاليا الإعداد لعقد اجتماعات اللجنة التجارية المصرية الصينية المشتركة والتى من المقرر عقدها خلال الربع الأول من العام المقبل .
وأشار إلى أن زيارته للصين ضمن الوفد الوزاري الذي رافق الرئيس محمد مرسي جاء للتأكيد علي عمق العلاقات المصرية الصينية حيث شهدت تطورا إيجابيا خلال العقد الماضي فقد زادت الصادرات المصرية إلى الصين الى 1.5مليار دولار فيما بلغ حجم التجارة البينية 8.8 خلال عام 2011.
وأضاف أن الزيارة تأتى أيضا لتطوير العلاقات الصينية - المصرية علي كافة المستويات وخاصة العلاقات التجارية حيث تم توقيع عدة اتفاقيات لتنشيط حركة التجارة بين البلدين ، بالإضافة إلى التأكيد على سعي مصر الي ان تكون الصين شريكًا تجاريًا كبيرًا لها خلال المرحله المقبله، منوها بوصول حجم الاستثمارات الصينيه الخارجية- والتي تبلغ 60 مليار دولار منها- أقل من نصف مليار فقط يتم توجيهها لمصر وعلي سعي مصر لزيادة نصيبها من البرنامج الصيني الذي يستهدف استثمار 20 مليار دولار في أفريقيا، بما في ذلك الصناعات المغذية لصناعة السيارات حيث تحتل الصين المرتبه 25 بالنسبه للدول المستثمرة بمصر .
وأكد على أن اصطحاب الرئيس ل70 من رجال الأعمال والسياحة والنقل من شأنه أن يدعم التوجه المصري الجديد نحو علاقات أكثر توازنًا، مضيفا ان الزيارة تستهدف أيضا تخفيض العجز في الميزان التجاري بين مصر والصين، حيث بلغ العجز في الميزان 5.7 مليار دولار لصالح الصين، بإجمالي صادرات مصرية 1.5 مليار دولار وصادرات صينية 7.2 مليار.
وقال أن سياسات الاصلاح الاقتصادى فى مصر خلال السنوات الماضية كانت جيدة ومن المتوقع أن تشهد معدلات النمو فى مصر مزيداً من التحسن خاصة مع الاستقرار السياسى والاجواء الحالية فى مصر .
وأشار صالح الى أن وزارة الصناعة والتجارة الخارجية وقعت إتفاقية هامة مع نظيرتها الصينية بغرض تعظيم الاستفادة من الخبرة الصينية فى تطوير الصناعة المصرية فى عدد من المجالات ومنها نقل التكنولوجيا وتنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة ، لافتاً إلى إنه تم الإتفاق أيضا على إيفاد وفد من المستوردين الصينيين لزيارة مصر مطلع العام المقبل للتعرف على أهم القطاعات التصديرية القادرة على التصدير للسوق الصينى .
وأوضح الوزير أن المباحثات بين الجانبين المصرى و الصينى قد تناولت إسهام الصين في خطط تطوير أرض المعارض الدولية بمدينة نصر ومشروع تنمية شمال غرب السويس اللذان توقفا و سيتم استئناف العمل بهما إلى جانب إنشاء مناطق متخصصة للمعارض في الأقصر وشرم الشيخ والإسكندرية ، مضيفا أن المباحثات قد تناولت أيضاً التأكيد على ضرورة إستكمال المفاوضات الخاصة بفتح المجال أمام الصادرات الزراعية المصرية إلى الصين وكذا أهمية الإستفادة من الخبرات الصينية في مجالات متعددة أبرزها الطاقة المتجددة وتدوير المخلفات وصناعة الأسمنت والبنية التحتية.
وأشار صالح إلى أنه وجه دعوة لمجتمع الأعمال الصيني للتعاون مع شريكه المصري واغتنام الفرص الواعدة في العديد من القطاعات مشيرا إلى أن الحكومة ستقوم باستحداث برامج لتعميق شبكة العلاقات التجارية بين البلدين واستحداث سبل جديدة لنقل الخبرة الصينية خاصة بالنسبة لصناعة النقل والمعارض والصناعات كثيفة العمالة، مؤكدا علي ان هناك الكثير من الفرص غير المستغلة امام الاستثمار وأنه على الرغم من التحديات الا ان الاقتصاد المصرى قادر على مواجهة كل هذه التحديات ، ولفت إلى أن مصر بما لها من ثقل في منطقة الشرق الاوسط وأيضا موقعها الاستراتيجى كل هذا سيجعل من مصر بوابة لنفاذ المنتجات الصينية إلى الاسواق العربية و الافريقية.