حالة من الارتباك تعانى منها وزارة الزراعة والهيئة العامة البيطرية والحجر البيطرى على خلفية شحنة الأبقار الحية الأسترالية التى وردت لميناء السخنة قبل ستة أسابيع للذبح الفورى فقد تضاربت الآراء بشأن الشحنتين اللتين لم يتحدد مصيرهما حتى الآن فبينما أعلن وزير الزراعة أن الشحنة الأولى التى خضعت للفحص والمقدرة ب16 ألف عجل خالية من الهرمونات المسرطنة فإن الهيئة البيطرية أجلت الإعلان عن النتيجة النهائية لحين إجراء تحليلات للمرة الثانية خاصة بالهرمون الصناعى، ويبدو أن الإعلان عن النتائج سوف يستغرق عدة أسابيع بسبب عدم توافر المحاليل والكيماويات المستخدمة لتحليل العينات فى معامل وزارة الزراعة والتى سوف يستغرق استيرادها عدة أسابيع أخرى بحسب الدكتور جلال عجورة رئيس معامل بحوث صحة الحيوان. الأستراليون يحتجون أكد محمود العسقلانى عضو اللجنة العلمية البيطرية التى شكلت لاتخاذ قرار بشأن شحنة العجول الاسترالية ورئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء أن اللجنة العلمية شكلت فى 15 أغسطس وشارك فيها علماء فى مقدمتهم العالم الدكتور مصطفى عبد العزيز وهو من كبار المتخصصين فى الهرمونات ومحفزات النمو فضلا عن عميد كلية طب بيطرى القاهرة ورئيس معامل معهد بحوث صحة الحيوان وعدد من المتخصصين ورئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء ممثلا لجمعيات حماية المستهلك وخلصت مناقشات اللجنة العلميه إلى أن الهرمونات الثلاث الذين تبين وجودهم فى نتائج التحليل المعملى الصادرمن معهد بحوث صحة الحيوات من الهرمونات الطبيعية محفزات النمو وأن هذه الهرمونات غير ضارة بصحة الإنسان، وأن هذه المحفزات تعطى للأبقار حتى تحفز عضلاتها وأنسجتها على النمو الطبيعى من خلال التمثيل الغذائى الذى يزداد نتيجة إقبال الأبقار على الطعام بفعل هذه المحفزات، وقد تحفظت اللجنة وتخوفت من تعاطى هذه الأبقار لهرمونات صناعية مخلقة (سيستاتك)، وهو ما دفع اللجنة إلى طلب تحليل عينات أخرى للتأكد من وجود الهرمون الصناعى بها من عدمه، وقال العسقلانى الدكتور عجورة أقر أمام اللجنة بأن الهرمونات التى جرى اكتشافها لا تؤثر على صحة الإنسان وأنه بالإمكان تحليل أخير للعينات لنتبين مدى وجود هرمون صناعى من عدمه، وأفاد بأن هذا التحليل لا يستغرق أكثر من 24 ساعة غير أنه، وفى مفاجأة غير متوقعة يقول العسقلانى: أكد نفس الرجل أن الكيماويات والمحاليل المستخدمة لتحليل العينة، وللأسف الشديد غير موجودة فى معامل وزارة الزراعة، وسوف يجرى استيرادها من الخارج وأن الاستيراد يستغرق بضعة أسابيع.
وهو ما دفع شركة السخنة والحكومة الأسترالية إلى الاحتجاج لدى السلطات المصرية من هذا التعنت خاصة أن جميع دول العالم تستخدم هذه المحفزات الهرمونية باستثناء دول الاتحاد الأوروبى التى تحظر دخول الأبقار المعالجة هرمونيا حماية للمزارعين والمربين الأوروبيين، وهى لا تحظرها داخل أوروبا مما دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى تقديم شكوى لدى منظمة الجات ضد الاتحاد الأوروبى.
التعجيل بالذبح
ويقول العسقلانى إن شركة السخنة تكبدت خلال الستين يوم الماضية خسائر تتجاوز ال40 مليون لشراء علف هذه الحيوانات، محذرا من تحميل هذه الخسائر على تكلفة المنتج مما قد يؤثر على السوق، ويؤدى لارتفاع أسعار اللحوم، وأضاف: على الحكومة المصرية أن تعجل بذبح هذه الأبقار لأنها قد تتعرض للنفوق نتيجة انخفاض مستوى التغذية الناتج عن تعذر وجود سيولة مالية لشراء الأعلاف من السوق المحلية والاكتفاء بما ورد من الحكومة الاسترالية والذى يتضمن تطمين وزارة الزراعة فى مصر من أنهم لا يستخدمون هرمونات صناعية ومراجعة اللجنة العلمية فى قرارها الخاص بفحص الهرمون الصناعى خاصة أنه لم يحدث أن أعطى الهرمونين فى وقت واحد لتعارضهما علميا.