على بعد 3 كيلومترات عن شاطئ شرم الشيخ، فى اتجاه جزيرة تيرانا الشهيرة، يرتكبون هذه الجريمة كل يوم، فى وضح النهار، وتحت أعين الجميع. مجموعة من المراكب الصغيرة، لا يتعدى طول الواحد منها 9 أمتار، مصنوعة من الفيبر ومزودة بمحركات صغيرة. كل مركب يعمل عليه من 5 إلى 7 صيادين، ومزود بشبك الصيد بفتحات ضيقة للغاية، تجمع كل ما يقع بداخلها حتى لو كانت ذريعة صغير. وهذا السمك الطازج يباع بعد ذلك على شواطئ شرم الشيخ بأسعار خيالية. الجريمة يسميها القانون «الصيد الجائر»، وهو محرم فى شهور منع الصيد، بداية من شهر يونيو وحتى نهاية أغسطس، لكنه ممنوع طوال أيام العام داخل المحميات. غريب حسان رئيس لجنة البيئة بالمجلس المحلى لجنوبسيناء قال إن هناك «ما يقرب من 15 مركبا تقل صيادين غرباء بدون أوراق رسمية أو تصاريح، يقومون بعمليات صيد جائر فى منطقة جزيرة تيران وهى محمية طبيعية، بسبب غياب الرقابة على المحميات». الصيادون يعيشون حياة كاملة على هذه المراكب وعلى الجزيرة، ويغسلون ملابسهم بمياه البحر، ثم يعلقونها بحبال ضعيفة على المراكب فى الهواء الطلق، وهذا يعنى أنهم يقضون ما يصل إلى ثلاثة أشهر متتالية دون إجازة. غريب حسان رئيس لجنة البيئة يؤكد أن الصيادين يعملون بالجزيرة منذ عشر سنوات تقريبا، «وكانت أعدادهم أكثر بكثير من الموجود الآن. وهم يقومون بالصيد والإقامة خلف الجزيرة من الجهة المطلة على السعودية حتى لا يراهم أحد، ومعظمهم من المنزلة والمطرية». لكن حسان يتذكر للمحافظ محمد هانى متولى أنه تحرك فور علمه بهذه الوقائع، وخرجت لجنة تفتيش من جهاز شئون البيئة والمسطحات المائية والمجلس المحلى للمحافظة أوائل يونيو الحالى، وتم القبض على أطقم 3 مراكب فقط وفر الباقون. د.محمد سالم مدير قطاع محميات جنوبسيناء أقر بأن بعض المراكب تقوم بعمليات الصيد الجائر فى جزيرة تيران، وقد تم القبض على عدد منها، وأوضح أنه لابد أن يتم إخطار شرطة المسطحات حتى تقوم بالدراسة الأمنية اللازمة ثم تخرج حملة مكبرة من البيئة والمحميات وشرطة المسطحات لضبط المخالفين. «هناك تعديات حدثت من قبل على العاملين بالمحميات عندما كنا نطارد مراكب صيد تقوم بالصيد فى أماكن محرمة، وتم تحرير محاضر بأسماء اللنشات دون جدوى، ولذا نخطر المسطحات المائية لمساعدتنا وحماية العاملين من أى اعتداءات». المعروف أن قطاع المحميات بجنوبسيناء قد حصل على منحة من الاتحاد الأوروبى تقدر بنحو 6 ملايين يورو لشراء مراكب علمية حديثة بغرض المراقبة وعمل الأبحاث فى خليجى السويس والعقبة.