انتقد قيادات بأحزاب سياسية تشكيل الفريق الرئاسى، الذى أعلن عنه أمس الأول، وأبدوا تخوفهم من غياب اختصاصات واضحة للهيئة الاستشارية، وغلبة التيار الإسلامى على التشكيل، وغياب الشخصيات الليبرالية والشباب. وقال عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، حسين منصور إن هذا التشكيل يعبر عن سياسة رئيس الجمهورية، محمد مرسى، فمنذ توليه منصبه وهو يميل وينحاز بشكل دائم لتيار الإسلام السياسى الذى ينتمى إليه.
وأضاف منصور أن معظم أعضاء الفريق الرئاسى ينتمون إلى تيار الإسلام السياسى، خصوصا جماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور، فضلا عن وجود عدد كبير من المستشارين والمساعدين القريبين من تيار الإسلام السياسى، وينحازون دائما له ولقراراته.
وتساءل: «هل هذا الفريق الرئاسى الجديد هو مجلس شعب أو برلمان مصغر؟ وهل ينتظر له أن يواجه القرارات والمشروعات التى ستصدرها الحكومة الجديدة؟».
كما أشار إلى عدم التجانس بين أعضاء الفريق الرئاسى على المستوى العمرى والمستوى الفكرى.
ونوه منصور إلى أن مؤسسة الرئاسة لم تعرض على حزب الوفد وقياداته تولى أى مناصب فى الفريق الرئاسى، الذى تم الإعلان عن تشكيله، كما أن الوفد لم يشارك فى المشاورات والمباحثات التى أجريت بشأن تشكيل هذا الفريق.
ومن جانبه، أوضح القيادى بحزب التجمع، حسين عبدالرازق، أن التشكيل الرئاسى الجديد لم يكن مفاجئة للقوى السياسية حيث إن أغلب الشخصيات التى تم الاستعانة بها فى الفريق كانت مطروحة منذ فترة كبيرة، كما أن التشكيل يؤكد نفس الاتجاه الذى تبناه الرئيس مرسى منذ البداية هو تولى تيار الإسلام السياسى مسئولية إدارة البلاد فى المرحلة الحالية.وأضاف عبدالرازق أن هذا الفريق يصب فى صالح الشعب والقوى السياسية، حيث أعطى هذا التشكيل الفرصة للشعب لأن يحاسب الرئيس وفريقه الرئاسى على نجاحهم أو فشلهم دون إلقاء اللوم والمسئولية على أى قوى سياسية أخرى قائلا: «أى نجاح أو فشل سيحاسب عليه الرئيس».
وقال عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة، محمد بيومى، إن غلبة الإسلام السياسى على فريق الرئاسة نتيجة حتمية لعدم الحوار والتشاور مع القوى السياسية والوطنية، موضحا أن حزب الكرامة لم يتلق أى اتصالات من مؤسسة الرئاسة بشأن المشاركة فى الفريق الرئاسى الجديد للرئيس، وقال «الكرامة لم يكن جزءا من المشاورات والمباحثات التى تمت حول تشكيل الفريق الرئاسى للدكتور مرسى».
واعتبر أحمد خيرى، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار أن المشكلة الرئيسية فى الفريق الرئاسى ليست فى الأسماء وإنما فى غموض وعدم وضوح التوصيف الوظيفى لكل مسمى والمهام المنوط بها كل شخص ودروه، بالإضافة إلى عدم وضوح معايير الاختيار.
وأضاف خيرى: «شعرت أن هناك محاصصة فى توزيع المناصب لإرضاء بعض الأطراف»، لافتا إلى اختيار عماد عبدالغفور، رئيس حزب النور، مساعدا للرئيس، لإرضاء السلفيين، بالإضافة إلى اختيار 2 من أعضاء الحزب فى الهيئة الاستشارية.
أما عن اختيار سمير مرقص، مساعدا للرئيس فعلق خيرى قائلا: «مرسى تعهد بتعيين نائب قبطى وامرأة وعليه أن يوضح لنا الأسباب التى جعلته يرجع عن وعده وتعيينهما فى منصب المساعد».
وتساءل: «هل هذا التراجع لتفادى الانتقادات من بعض التيارات بحجة الحرمانية؟».
وانتقد خيرى غياب تمثيل الشباب فى الفريق الرئاسى وقال: «واضح أن سن الشباب بالنسبة لهم يمتد حتى ال50»، كما انتقد غياب التيار الليبرالى عن الفريق الرئاسى.
السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، وصف التشكيل بأنه يراعى التقلقل من الانتقادات والمعارضة الموجهة لمرسى، مضيفا أنه أحدث توازنا من خلال اختيار شخصيات لها قبول مجتمعى.
ولفت إلى أن التشكيل خلا من وجود متخصصين فى التعامل مع الأزمات الاقتصادية أو الاستثمارات أو العلاقات الخارجية، مضيفا: «التشكيل الحالى خلا من شخصيات لها ثقل دولى مثل دكتور محمد البرادعى، كما خلا من علماء قادرين على النهوض بمصر مثل دكتور أحمد زويل»، واعتبر أن المهمة الأساسية للفريق الرئاسى هى التحول الديمقراطى.