اختلف خبراء وسياسيون حول تقييم مظاهرات 24 أغسطس، أمس الأول، والتى دعا إليها البرلمانى السابق، محمد أبوحامد، احتجاجا على ما سماه ب«أخونة الدولة»، والبعض وصفها بأنها ليست مظاهرات بالمعنى السياسى أو الشعبى، وآخرون اعتبروها «رسالة للرئيس مرسى» تطالبه بأن يعى عند اتخاذ أى قرار مقبل بأنه رئيس للمصريين جميعا، وضرورة إخضاع جماعة الإخوان المسلمين للرقابة، فيما اتفقوا بأنها أدخلت الجماعة إلى ساحة الاتهامات. يقول حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن أحداث 24 أغسطس لم تكن ثورة أو مليونية أو حتى مظاهرة بالمعنى السياسى، وأن من خرجوا هم مجموعة من الأشخاص اجتمعوا على عداء الاخوان، وأضاف: «هذه الفقاعة الصغيرة كشفت عن حجم الفلول المحدود، وانتهائها أصبح مسألة وقت، خاصة بعد أن رحلت القيادات القدامى للمجلس العسكرى، ونحن مقبلون على مرحلة جديدة ستتضح فيها المواقف وستظهر الألوان بوضوح دون رتوش وتظهر أكثر شكل الخريطة السياسية».
وأيده أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قائلا: «المظاهرات كان مردودها ضعيفا، بسبب قلة حشدها، وأغلب قياداتها تنتسب للفلول وليس الثورة، كما أن جميع المطالب لم تكن مرتبطة بمصالح الشعب المصرى الحقيقة وأهداف التغيير».
وأكد الشريف أن قلة أعداد المتظاهرين «لا يعنى قلة المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين»، وأن معارضة الإخوان كبيرة وستظهر بشكل واضح فى الانتخابات البرلمانية القادمة.
فيما وصف النائب السابق جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، المظاهرات بأنها «سلمية» على عكس ما تردد بأنها «تستهدف التدمير والتخريب والحرق»، مشيرا إلى رغم اختلافه مع المظاهرات بسبب مشاركة أغلب المحسوبين على النظام القديم فيها، إلا أنها حركت «المياه الراكدة»، بحسب تعبيره.
وبرر زهران سبب الدعوة للمظاهرات بأنها كانت مجرد رسالة للفت الأنظار للوضع السياسى والقانونى لجماعة الإخوان المسلمين، وبأنهم «دولة داخل الدولة»، مشيرا إلى أن التظاهر حق مكتسب انتزعته ثورة يناير، مضيفا: «كل مواطن لديه حق بشرط أن تكون سلمية، والمشادات التى حدثت كانت من طرف التيار الاسلامى، دون أن يتم تحديد لأى فصيل اسلامى».
وأكد أن المظاهرات استطاعت رسالتها أن تصل ل3 أطراف على رأسها محمد مرسى بصفته رئيس مصر، مضيفا: «لابد أن يكون مرسى رئيسا لكل المصريين وليس لجماعة الاخوان المسلمين بمفردهم، ولابد أن يدرك ذلك فى قرارته».
وتابع زهران: «الرسالة الأخرى وجهت للإخوان وبالتنبيه عليها بأن وضعها أصبح على المحك، ويجب أن تخضع للقانون، وأن تتعامل بشفافية بعد الثورة، وحق المجتمع أن يعرف ما هى مصادر تمويل الجماعة، ويجب أن تخضع لمراقبة الجهاز المركزى للمحاسبات»، مشيرا إلى أن الرسالة الثالثة كانت للقوى السياسية بضرورة أن توحد نفسها وموقفها أمام الطاغوت الجديد، بحسب تعبيره.
وأرجع زهران سبب قلة الحشد والحضور للمظاهرات إلى «التهييج والتضخيم والتخويف الذى حدث من جانب جماعة الإخوان، وربطها باحتمالات استخدام العنف»، وهو ما ضاعف من قلة المشاركين.