●● جدل جديد، كأنه لا شىء سهل أو بسيط.. خطوة للأمام. خطوتان للخلف.. هل ستكون الانتخابات آمنة؟ هل يشارك المصريون فى اختيار المستقبل، وفى الدفاع عن أولادهم وأجيالهم القادمة أم يدفعهم الخوف الذى يتجرعونه يوميا منذ فترة إلى الغياب.. والأخطر: هل من جدوى.. هل من أمل؟ سمعت سيدة مصرية فاضلة، وهى تدلى برأيها فى استفتاء لهيئة الإذاعة البريطانية وكانت تصرخ: «سوف أنزل الشارع.. سوف أنتخب وأختار من يمثلنى ولو أمطرت السماء قنابل».
●● كثيرون عندهم الرغبة نفسها، والحماس نفسه، ولعل التأكيدات المستمرة بتأمين العملية الانتخابية تكون دقيقة وحقيقية.. فنحن منذ 40 عاما لم نعرف برلمانا يمثل الشعب المصرى.. ونريد أغلبية حزبية تحكمنا بلا تمثيل وبلا ممثلين، وبلا خطب منمقة، وكلام أجوف بلاستيك المذاق، نريد أغلبية تحكم مصر وتعيد الأمن وتبنى الاقتصاد فى دولة افتقدت الرؤية عشرات السنين وسيطرت عليها العشوائية فى كل شىء.. نريد انتخابات حرة نزيهة، تعبر عن إرادة شعبية سياسية.
●● هذه الانتخابات، من أجلك أنت الحقيقية، وليست المزيفة، وهى من أجل أولادك.. هذه الانتخابات هى الأولى والأهم منذ 60 عاما وتمثل دعوة للمصريين لاختيار المستقبل، احمل علما مصريا صغيرا وتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بصوتك، قاوم وعاند واحمِ حقك، واحمِ أولادك وبلدك.. المهم أن نشارك.. وأن نحترم صندوق الديمقراطية، مهما كانت النتيجة..
●● انتهى زمن مجلس الشعب سيد قراره.. جملة من عشرات الجمل السياسية المحشوة بالكلام الفارغ، والسلطوى، والمستبد، والتمييز الطبقى والسياسى، ومثلها كانت الحصانة التى جعلت عضو البرلمان متمتعا بكل المزايا التى لا تجوز للمواطن.. انتهى هذا الزمن للأبد وتذكروا أن الشعب أصبح هو سيد قراره..
●● كنت أحلم بهذه الانتخابات.. انتظرتها طويلا.. كنت أنتظر انتخابات لا تزينها شعارات جوفاء وبلهاء، ولا تروى فيها برامج مرشحين تخاطب أحلام الشعب السويدى، ولا تتردد فيها دعايات وكليبات تليفزيونية تظهر فيها فلاحة مصرية تبدو وكأنها تعيش فى الريف الدانماركى بعيونها الخضراء مثلما كان يفعل الحزب الوطنى.. المصيبة أنهم كانوا يكذبون، وكانوا لا يجيدون الكذب، وكانوا يعرفون أننا نعرف أنهم يكذبون، ولكنهم لا يهتمون.. انتظرت مصر الديمقراطية زمنا طويلا.. انتظرت الديمقراطية التى تذوقتها شعوب العالم منذ عشرات السنين.. يا إلهى.. هل يمكن أن يطول الانتظار؟